(١) قلت: لقد غفل عن هذا الشذوذ المعلقون الأربعة على الكتاب! كما غفل عنه الشيخ شعيب في تعليقه على "الإحسان"، فصححوا إسناده، وسكتوا عن إسناد الحديث المحفوظ؛ غير شعيب فحسنه على استحياء! وفي ذلك تقصير مزدوج؛ لأن ابن حبان قد صحح اللفظين! فلا هم قلدوه، ولا هم - إذ وافقوه في تصحيح اللفظ الشاذ - أصابوا؛ لأنهم خالفوا تعريف الحديث الشاذ المفرد في علم المصطلح؛ لأن الذي رواه - وإن كان ثقة - فقد خالف خمسة من الثقات الذين رووه باللفظ المحفوظ، وهو الموافق لسياق الحديث والأحاديث الأخرى، بل إن الثقة المشار إليه قد تابعهم في رواية عنه، كما حققته في المصدر المذكور أعلاه؛ ردًّا لتصحيح ابن حبان إياه، فراجعه لتعرف قيمة تحقيق أولئك المحققين.