ومن غفلة الداراني: أنه عند ترجمته لـ (مرثد) (ص ٢٣٢): "ومرثد بن عبد الله الزِّماني ... "، وهكذا هو في "التهذيب"! وتبعه على هذه الزيادة الشيخ شعيب في طبعته (١/ ٤٠٤)! وزاد عليه أنه أسقط (مالكًا) من الإسناد، فجعله هكذا: (الأوزاعي قال: حدثني مرثد بن أبي مرثد)!! وكذلك غفل في طبعته لـ "الإحسان" (٨/ ٤٣٨ - ٤٣٩)، وتعليقه هنا وهناك يدل على أنه لم يفهم كلام الحافظ، فليراجعه من شاء. ولعل من أسباب ذلك: أنه رآه ساقطًا من مطبوعة "صحيح ابن خزيمة" (٣/ ٣٢٠)، وقد كنت علقت عليه مما يدل على السقط، وخلاصته ترجيح ما استصوبته هنا، وممكن أن يكون ذلك من اختلاف الرواة على الأوزاعي، فقد رأيته قد سقط أيضًا من رواية البزار (١/ ٤٨٦)، وهي - كرواية ابن خزيمة - من طريق أبي عاصم عن الأوزاعي: حدثني مرثد أو أبو مرثد عن أبيه. ورواه سفيان عن الأوزاعي عن مرثد بن أبي مرثد عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة (٣/ ٧٤) مختصرًا جدًّا. وسواء كان هذا أو ذاك؛ فالصواب ما أنبأناك، فقد رواه سماك الحنفي أيضًا عن مالك بن مرثد عن أبيه. أخرجه النسائي في "الكبرى" (٢/ ٢٧٨)، والطحاوي (٢/ ٥٠)، والحاكم (١/ ٤٣٧)، والبيهقي (٤/ ٣٠٧)، وأحمد (٥/ ١٧١). والعلة جهالة (مرثد والد مالك)، ولقد استنكرت جدًّا منه قوله: أقسمت عليك يا رسول اللَّه! وزاد سماك: بحقي عليك! فإنه غير معروف في الشرع.