أنَّ ابن عباسٍ وناسًا من أَصحابِ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بعثوني إِلى أُمِّ سلمةَ أَسألها: أَيُّ الأَيامِ كانَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَكثر لصيامها؟ [فـ] قالت: يوم السبت والأَحد. فرجَعَتُ إِليهم فأخبرتهم، فكأَنَّهم أَنكروا ذلك! فقاموا بأَجمعِهم اليها فقالوا: إِنّا بعثنا إِليك هذا في كذا، وذكر أنّكِ قلتِ كذا؟! فقالت: صدق؛ إنَّ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أكثر ما كانَ يصومُ من الأَيامِ السبت والأَحد، وكان يقول:
جاءَ أَعرابيٌّ إِلى رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بأَرنب قد شواها، وجاء معها بأَدَمها، فوضعها بين يديه، فاَمسك رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ولم يأكل، [وأَمر أصحابه أن يأكلوا](١)، وأَمسكَ الأَعرابيّ، فقال [له] رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -:
"ما يمنعك أَن تأكلَ؟! ".
قال: إِنّي أَصومُ ثلاثة أَيامٍ من الشهر، قال:
"إنْ كنتَ صائمًا؛ فصم أَيام الغرِّ".
(١) سقطت من الأصل، وكان فيه مكانها: (وأمسك أصحابه فلم يأكلوا)! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، وهو مما غفل عنه الداراني!