٢٠٩ - ١٧١٧ - عن ابن عمر، أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"إِنَّ آدمَ لمّا أُهْبِطَ إِلى الأَرضِ قالت الملائكةُ: أَي ربّ! {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، قالوا: ربَّنا! نحنُ أَطوعُ لك مِن بني آدم! قال الله لملائكتِه: هَلُمُّوا مَلَكين من الملائكةِ؛ فننظر كيف يعملان؟ قالوا: ربَّنا! هاروتَ وماروت، قال: فأهبطا إِلى الأَرضِ [قال:]
فمثلت لهما الزهرةُ امرأةً من أَحسنِ البشرِ، فجاءاها فسألاها نفسها، فقالت: لا واللهِ، حتّى تَكَلَّما بهذه الكلمةِ من الإِشراكِ، قالا: واللهِ لا نشركُ باللهِ أَبدًا، فذهبت عنهما، ثمَّ رجعت إِليهما ومعها صبيٌّ تحملُه، فسألاها نفسَها فقالت: لا والله، حتّى تقتلا هذا الصبيّ، فقالا: لا والله لا نقتله أَبدًا، فذهبت ثمَّ رجعت بقدحٍ من خمر تحملُه، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله، حتّى تشربا هذا الخمر، فشربا فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصبيّ، فلما أَفاقا قالت المرأة: واللهِ ما تركتما من شيءً أَبيتماه عليّ، إِلّا فعلتماه حين سكرتما. فَخُيِّرا عند ذلك بين عذابِ الدنيا و [عذاب] الآخرة، فاختارا