"هل غاب ذلك منك فيها كما يغيبُ المِرْوَد في المُكحُلة، والرِّشاء في البئر؟ ".
فقال: نعم، فقال:
" [فـ] هل تدري ما الزنى؟ ".
قال: نعم، أَتيت منها حرامًا كما يأتي الرَّجل من امرأته حلالًا، قال:
"فما تريد بهذا القول؟ ".
قال: أُريد أَن تطهرني.
فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَن يرجم، فرجم، [فلما وجد مسّ الحجارة؛ تحمّل إلى شجرة، فرجم عندها حتَّى مات، فمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك معه نفر من أصحابه].
(وفي رواية: وما يدريك ما الزنى؟ ثم أمر به فطرد، ثم أخرج، [ثم أتاه الثَّانية فقال: يَا رسول الله! إن الأبعد قد زنى، فقال:"ويلك ما يدريك ما الزنى؟! " فطرد وأخرج ...] وفيه ذكر ذلك في المرة الثالثة والرابعة (١)، فسمع رجلين من أصحابهِ يقول أَحدهما لصاحبِه: انظر إِلى هذا الذي سترَ اللهُ عليه، فلم تدعه نفسه حتّى رُجِمَ رجمَ الكلبِ؟! قال:
فسكتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهما، [ثم سارَ ساعة] فمرّ بجيفة حمار شائل برجله فقال:
(١) قلت: والرواية الأخرى هي في الأصل، لكن المراد غير ظاهر منها، ولبيانه استدركت الزيادة من أصله (الإحسان/ ٤٣٨٤)، ومنه الزيادة الأخرى.