أنَّه قيل لعمر بن الخَطَّاب: حدِّثنا من شأن العسرة؟ قال:
خَرَجنا إِلى (تبوك) في قيظٍ شديدٍ، فنزلنا منزلًا أَصابنا فيه عطشٌ، حتّى ظنَنَّا أنَّ رقابَنا ستنقطعُ، حتّى إِنْ كانَ الرَجلُ ليذهبُ يلتمسُ الماءَ، فلا يرجعُ حتّى نظنَّ أن رقبتَه ستنقطعُ، حتّى إِن الرَّجلَ لينحر بعيرَه، فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده، فقال أَبو بكر الصديق: يَا رسولَ الله! قد عودك الله في الدعاءِ خيرًا، فادع [لنا][فـ]ـقال:
"أَتحبُّ ذلك؟ ". قال: نعم، قال: فرفعَ يديه - صلى الله عليه وسلم -، فلم يرجعهما حتّى أَظلّت سحابة، فسكبت، فملأوا ما معهم، ثمَّ ذهبنا ننظرُ؛ فلم نجدها جاوزت العسكر.
٢٠٨ - ١٧٠٨ - عن أَبي رهم الغفاري قال - وكانَ من أَصحابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - الّذين بايعوا تحت الشجرة -، قال:
غزوتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (تبوكًا)، فلما قفلنا سرنا ليلة، فسرت قريبًا منه، وأُلقي عليَّ النعاس، فطفقت أَستيقظُ، وقد دنت راحلتي من راحلته، فيفزعني دُنُوُّها خشية أَن أُصيب رجله في الغرز، فأَزجر راحلتي، حتّى غلبتني عيني في بعضِ الليل، فَزَحَمَت راحلتي راحلته [ورِجْلُهُ] في الغرزِ، فأَصبت رِجْلَهُ، فلم أَستيقظ إِلّا بقولِه:
"حَس"، فرفعت رأَسي وقلت: استغفر لي يَا رسولَ الله! فقال:
"سِرْ"، فطفقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يسألني عمّن تخلفَ من بني غفار