(١) قلت: جود إسناده الأَخ الداراني اعتمادًا منه - كعادته - على قاعدته التي شذ بها عن حفاظ الأَمة - أعني اعتماده على توثيق ابن حبان للمجهولين كما تقدم التنبيه عليه مرارًا -، وإنّما أُريد هنا أَن أُنبّه على وهم آخر له، يدل على الحداثة في هذا العلم، وهو احتجاجه فيه بقولِ الترمذي: "حديث حسن"! فإنَّ الترمذي مع كونه من المتساهلين أَيضًا؛ فإن قوله المذكور إنما يدل على سلامة إسناده من متهم بالكذب، كما نصَّ هو نفسه رحمه الله في آخر "السنن" (١٠/ ٤٥٧)، فهو إذن دليل على ضعف أَحد رواته، أَو جهالته، وليس هو إلَّا (عطاء) هذا، وهذه فائدةٌ يرجى الانتباه لها! وإنَّ مما يؤكّد ضعفَ الحديث أَنّه (أَعني: عطاءً هذا) اضطرب في إسناده فرواه مرةً مرسلًا لم يذكر (أَبا هريرة)، وهو الصحيح عنه، ولم يتنبه لهذه العلة أَيضًا الأَخ المذكور، أو تنبه لها ولكنه رفضها، بدليل أنَّه كتم ترجيح الأئمة لها كالبخاري والنَّسائيّ وأبي حاتم!!