للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يخرجوا من الإِسلامِ طمعًا [كما دخلوا فيه طمعًا]، فإِن رأيت أن ترسلَ إِليهم ما يغيثهم به فعلتَ، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجلٍ إلى جانبِه - أَراه عمر - فقال: ما بقي منه شيءٌ يا رسولَ الله! قال زيد بن سَعْنَة: فدنوت إليه فقلت له: يا محمد! هل لك أَن تبيعني تمرًا معلومًا من حائط بني فلان إِلى أَجل كذا وكذا؟ قال:

"لا يا يهودي! ولكن أَبيعك تمرًا معلومًا الى أَجلِ كذا وكذا، ولا أُسمي حائط بني فلان".

قلت: نعم، فبايعني - صلى الله عليه وسلم -، فأَطلقتُ همِياني فأعطيته ثمانين مثقالًا من ذهب في تمر معلوم إِلى أَجل كذا وكذا، فأَعطاها الرَّجل، وقال:

"اعجَل عليهم وأغثهم [بها] ".

قال زيد بن سَعنة: فلمّا كانَ قبل مَحِلِّ الأَجلِ بيومين أَو ثلاثة؛ خرجَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازةِ رجل من الأَنصارِ، ومعه أَبو بكر وعمر وعثمان وعلي ونفر من أَصحابه، فلمّا صلّى على الجنازة؛ دنا من جدارٍ فجلس إليه، فأَخذتُ بمجامع قميصه ونظرت إليه بوجه غليظ، ثمَّ قلت: أَلا تقضيني يا محمّد! حقّي؟! فوالله ما علمتكم يا بني عبد المطلب! بمطلٍ! ولقد كان لي بمخالطتكم علم.

قال: ونظرت إِلى عمر بن الخطاب وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثمَّ رماني بنظرِه وقال: أَي عدوَّ اللهِ! أَتقولُ لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ما أَسمع، وتفعل به ما أَرى؟! فوالذي بعثه بالحقّ لولا ما أُحاذر فوته؛ لضربت بسيفي هذا عنقك، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إِلى عمر في سكون وتؤدة، ثمَّ قال:

<<  <   >  >>