للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى عدو الله! كتبَ فينا بكذا وكذا، وإِنَّ الله قد أَحلّ دمه؟! قم معنا إِليه، قال: واللهِ لا أقوم معكم.

قالوا: فلم كتبتَ إلينا؟! قال: واللهِ ما كتبتُ إِليكم كتابًا قط، فنظر بعضهم إِلى بعض! ثمَّ قال بعضهم لبعض: ألهذا تقاتلون أو لِهذا تغضبون؟!

فانطلقَ عليّ، فخرجَ من المدينة إِلى قرية.

وانطلقوا حتّى دخلوا على عثمان فقالوا: كتبت فينا بكذا وكذا! فقال:

إنّما هما اثنتان: أن تقيموا عليَّ رجلين من المسلمين، أَو يميني بالله الذي لا إِله إِلّا هو ما كتبتُ ولا أَمليت ولا علمت، وقد تعلمون أنَّ الكتابَ يكتبُ على لسان الرَّجل، وقد ينقشُ الخاتم على الخاتم، فقالوا: واللهِ أَحل الله دمك، ونقضوا العهد والميثاق، فحاصروه.

فأَشرف عليهم ذات يوم فقال: السلام عليكم، فما [أ] سمعُ أَحدًا من الناسِ ردّ عليه السلام؛ إِلّا أن يردَ رجلٌ في نفسه، فقال: أنشدكم الله هل علمتم أَني اشتريت رُومةَ من مالي، فجعلت رشائي فيها كرشاءِ رجلٍ من المسلمين؟! قيل: نعم، قال: فعلام تمنعوني أن أَشرب منها حتّى أُفطر على ماء البحر؟! أنشدكم الله هل تعلمون أنّي اشتريت كذا وكذا من الأَرض فزدته في المسجد؟! قالوا: نعم، قال: فهل علمتم أنَّ أَحدًا من الناسِ مُنع أن يصلي فيه قبلي؟! أنشدكم الله هل سمعتم نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر كذا وكذا - أَشياء في شأنه عَدّدَها -؟ قال: ورأيته أشرف عليهم مرّة أُخرى فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ منهم الموعظة، وكان الناسُ تأخذُ منهم الموعظة في أوّل ما يسمعونها، فإِذا أُعيدت عليهم لم تأخذ منهم، فقال لامرأته: افتحي

<<  <   >  >>