وهذا مما لا نعلم له أَصلًا إلا في هذا الحديث، ولذلك فما كان ينبغي للهيثمي أَن يهمله! ولو أنَّه لا يصح؛ لما ذكرت من الشذوذ، وذلك لمخالفة زيد بن أَخزم للثقات الذين رووه عن معاذ بن هشام بلفظ مسلم، ويمكن أَن يكون المخالف (عمر بن محمد الهمداني) - على أنه ثقة حافظ، ويكون قد أَخطأ على (زيد)؛ فإِنَّ هذا من شيوخ البخاري، ولذلك فقد أَخطأ المعلق على "الإحسان" حين غفل عن هذه الحقائق كلها، وقال (٧/ ٧٠): "إسناده صحيح على شرط البخاري"! فجرى على ظاهر الأسناد، فلم يتنبه للشذوذ! بل إنّه خالف الظاهر؛ لما ذكرت من حال (الهمداني) شيخ ابن حبان!! فإنه لم يترجم له، بل إنه أوهم بقوله المذكور أنه من رجال البخاري! وليس هذا فقط، بل إنه عزاه لمسلم دون أن يبين أنه من فعله - صلى الله عليه وسلم - كما تقدم! فهل هذه الأوهام من الشيخ شعيب نفسه؟! أم من بعض الأحداث الذين يساعدونه، ويوقع هو على بياض؟!