وأَما تقويتهما لهذا الحديث الثاني؛ فله وجه رغم قول ابن المديني في راويه (عيسى بن عبد الله): "مجهول؛ لم يروِ عنه غير ابن إِسحاق"، فقد روى عنه جمع آخر من الثقات كما ذكرت في "تيسير الانتفاع"، لكني بيَّنت له فيه بعض الأَخطاء في الإسناد والمتن، ومن هذا زيادته في آخر الحديث جملة: "لا حول ولا قوة إِلّا بالله"، خلافًا لكلَّ أَحاديث الباب، ومنها حديث جابر في "صحيح البخاري"، وهو مخرّج في "صحيح أَبي داود" (١٣٧٦) وغيره. وأَمَّا الحديث الأَوّل؛ ففيه أَكثر من نكارة، نقصًا وزيادةً على الأَحاديث، ومنها حديث أَبي هريرة المروي في الأَصل عقب هذا الحديث، فاستغنيت به عنه؛ بإيراده في "صحيح الموارد"؛ راجيًا من الله السداد والتوفيق.