للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا وقد قرض أبو العلاء قصيدةً لاميةً في السقط (١) بلسان سائق الحاجّ تثير عزائمَ الضعفاء وتبعث فيهم الجرأةَ والهمّة لأن يتوجّهوا إلى البيت العتيق عن طوعية النفس وبشاشة القلب، وهي كما يلي:

وسريت تحت المدجنـ ... ـات ممارسًا أهوالها

في فتية تزجى إلى البيـ ... ـت الحرام نعالها

تبغي بمكة حاجة ... قدر العزيز مآلها

حتى قضيت طوافها ... سبعًا وزرت جبالها

وسمعت عند صباحها ... ومسائها أهلًا لها

ترجو رضي الملك الذي ... منح الملوك جلالها

٢٣ - يقول مرغليوث (١)، قبل أبو العلاء تحدي القرآن ويقول نكلسن (٢) في "الآداب" كان أبو العلاء يراوده الشك فيما أن القرآن كلام الله ولذا قبل تحدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعدَّ كتابًا في معارضة القرآن الكريم إلخ، وقد أعاد هذه الفكرة الأستاذ براؤن في كتابه "التاريخ الأدبي لإيران" والحقيقة أن هذا الفكرة الخاطئة المرفوضة إنما بثها في أوربا كلها "جولدزيهر" بمقالة "ذ، د، م، ج (٢ م) ".

وقد سبق أن تناولناها بالرد والتفنيد وكشف عوارها في مقالة نشرتها مجلة "معارف" في عدد فبراير سنة ٢٥ م، ولكننا ننقل هنا شهادة لأبي العلاء نفسه بإعجاز القرآن، ظهرت بعد فراغه من تأليف "الفصول" بنحو عشر سنين في ٤١٤ هـ: لقد أجمع كل ملحد ومهتد، وناكب عن المحجة، ومقتد على أن الكتاب الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الله كتاب بهر بالإعجاز ولقي عدوه بالإرجاز (٣).

٢٤، ٢٥ - يروي مرغليوث عن التاريِخ الإِسلامي أن أبا العلاء لما عاد من الشام سنة ٣٨٣، بدأ يحصل على ثلاثين دينارًا سنويًّا من وقف لقومه، بيد أن الذهبي يقول كما يلي: "له وقف يحصل منه في العام نحو ثلاثين دينارًا. . . . واتفق أنه عورض في الوقف المذكور من جهة أمير حلب فسافر. إلى بغداد إلخ" كتب نكلسن مثله في مكانين (٤)، ولكنه زاد في "الآداب" (٥)، "لم يكن له أيّ دخل سوى هذه


(١) ٣٦٢.
(٢) ٢١٨.
(٢ م): أي مجلّة. Z.D.M.G النمساويّة (م. ي.).
(٣) الغفران ١٥٨.
(٤) الأفكار ٢٦ والدائرة ٧.
(٥) ٣١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>