للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجذب ولَقَمَ (١) الطريق ولمقه فهو عند أهل اللغة قلب والنحويون لا يرونه مقلوبًا بل يرون اللفظين كل واحد منهما أصلًا في بابه. فوزن الملائكة على هذا معافلة لأنها مقلوبة عن مآلكة. يقال ألِكْني إلى فلان قال الشاعر (٢):

ألِكني إلى قومي السلامَ رسالة ... بآيةِ ما كانوا ضعافًا ولا عُزْلا

وقال الأعشى في المأْلُكة:

أبلغْ يزيد بني شيبان مالُكةً ... أبا ثُبيت (٣) أما تنفكَ تأتكل

فكأنهم فرّوا من المألُكة من ابتدائهم ثم بحثوا بعدها بالألف فرأوا أن مجيء الألف أوّلا أخفُ كما فرّوا من شَأَى إلى شاءَ ومن نَأَى إلى ناءَ قال عمر بن أبي ربيعة (٤):

بانَ الحُمولُ فما شَأوْنَكَ نَقْرَةً ... ولقد أراكَ تُشاءُ بالأَظعان

وأنشد أبو عبيدة (٥):

أقول وقد ناءت بهم غُرْبةُ النَوَى ... نَوَّى خَيتَعورٌ لا تَشِطُّ دِيارُكِ

فيقول الملك مَن ابن أبي ربيعة؟ وما أبو عبيدة؟ وما هذه الأباطيل؟ إن كان


(١) من باب نصر: سد فيه.
(٢) هو عمرو بن شأس كما في التاج. والسلام مفعول ثان ورسالة بدل منه وإن شئت حملته إذا نصبت على معنى بلغ عني رسالة. وأورده سيبويه مع قال له: ١: ١٠١ قال الأعلم وصف تغربه عن قومه بني أسد الخ.
(٣) يريد أبا ثابت فصغره على التجريد. وتأتكل في التاج إنما أراد تأتلك حكاه يعقوب في المقلوب اهـ. أقول ولم أجده في كتاب القلب له. وقيل من الايتكال وهو الفساد والسعي جابر وقالوا تأتكل تحتك من الغيظ- وورد أبو ثابت مكبرًا في بيت للأعشى أنشده سيبويه ٢: ١٥٠:
أبا ثابت فاذهب وعرضك سالم.
(٤) نقبت عن البيت في النسخ الثلاث المطبوعة من ديوانه فخاب رجائي وفي اللسان والتاج إنه للحرث بن خالد المخزومي. في اللسان وشآني الشيء أعجبني شاوا وقيل حزنني ثمّ أنشد البيت. وقيل: شآني: طرّبني. وقيل: شاقني. ابن سيدة: وشاءني الشيء: سبقني، وشاءني حزنني مقلوب من شآني ... وقال الحرث بن خالد المخزومي فجاء بهما مر الحمول البيت.
تحت الخدور وما لهن بشاشة ... أصلًا خوارج من ففا نعمان اهـ
وأنا أظن أنه سمع أن البيت للمخزومي فظنه عمر وهو الذي علق بحفظه. ونقرة أدنى شيء - وفي المقتضب لابن جني طبع أوربا ص ٥ مشوء محزون ثم أنشد البيت.
(٥) وفي التاج واللسان وأنشد يعقوب: وخيتعور كل ما لا يدوم على حالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>