للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما معنى الحَوَر؟ فيقول بعضهم هو البياض ومنه اشتقاق الحُوّارَى من الخُبزة (١) والحَواريّين إذا أريد بهم القَصّارون والحَوارِيّات إذا أريد بهنّ نساءُ الأمصار. وقال قوم الحَوَر في العَين أن تكون كلها سوداءَ وذلك لا يكون في الإِنس وإنما يكون في الوحوش، وقال آخرون الحَوَر شدَة سواد العين وشدّة بياضها. وقال بعضهم الحور سعة العين وعِظَمُ المقلة. وهل يجوز أيها المتمتِّع بالحُور العين أن يقال حِيرٌ كما يقال حُور فإنهم ينشدون هذا البيت بالياء:

إلى السَلَف الماضي وآخرَ وافقٍ ... إلى رَبْرَبٍ حيرٍ حِسانٍ جآذرهْ (٢)

فإذا صحّت الرواية في هذا البيت بالياء قَدَحَ ذلك في قول من يقول إنما قالوا الحير إتْباعًا للعِين كما قال الراجز (٣):

هَلْ تعرف الدارَ بأعلى ذي القُورْ ... قد دَرَسَتْ غيرَ رَمادٍ مَكفورْ

مكتئبِ اللون مَريحٍ ممطورْ ... أزمانَ عَينَاءُ سرورُ إلى المسرورْ

حَوْراءُ عَيناءُ من الجينِ الحِيرْ (٤)

[٢٠] وكيف يستجيز (٥) مَنْ فرشهُ من الإستبْرَق (٦) أن يمضي عليه أبدٌ بعد أبد


(١) والأصل الحيرة فلعلها هذه الحيرة حيرة آل منذر ويصفونها بالبياض على ما قال ياقوت وغيره ومن شعر صاحبنا في اللزوم:
وقف بالحيرة البيضاء فانظر ... منازل منذر وبني بقيلة
أرى الحيرة البيضاء حارت قصورها ... خلاء ولم يثبت لكسرى المدائن
(٢) هذا البيت أنشده التبريزي في تهذيب الإصلاح ١: ٥٩ غير معزو إلى قائل. واستشهد به كما هنا على أن الحير ليس اتباعًا للعين كما زعم الفراء وتبعه أبو الحسن الأخفش فيما كتبه على نوادر أبي زيد ٢٣٨: بل هو لغة في الحور.
(٣) هو منظور بن مرثد الأسدي من أرجوزة ذكرها أبو زيد ص ٢٣٦ وفسرها الأخفش، وابن السكيت بعضها وهو ما هنا، وفسره التبريزي في تهذيب الإصلاح ١: ٥٩.
(٤) القور جمع قارة وهو جبل صغيره والمكفور الذي غطاه الريح بتراب سفته. مريح ويروى مروح وكلاهما من الريح. وعيناء امرأة. وروايتهما إعيناء حوراء. قال الأخفش وادعى الاتباع وهذا عند حذاق أهل العربية يجري على الغلط كما قالوا جحر ضب خرب الخ. وفي اللسان ٦: ٤٣٥ الأربعة الأولى فقط مفسرة.
(٥) وفي نسخة يستخبر.
(٦) في المعرب (خرومه التي طبعوها بالمجلة الألمانية مفرزة ١٨٧٩ م) حرم ص ٩ أصله بالفارسية استبره وقال ابن دريد استروه فلو حقر أو كسر لكان أبيرق وأبارق بحذف السين والتاء جميعًا اهـ مختصرًا.=

<<  <  ج: ص:  >  >>