للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أبي] الجهل بن فراس بن بَداد (١) وكان من قوله "قبحًا لهذه اللحية يَا سَبّابَ" وذلك إن فاتكا هذا قرابة الضبّة بن يزيد العُتْبي الذي هجاه المتنبي بقوله: ما أنصف القوم ضبه. وهي من سخيف شعره فكان سبب قتله وذهب دمه فِرْغا (٢). قال وفي نسخة أخرى أنَّه سار من حضرة عضد الدولة ومعه خيل مختارة ومطايا منتخبة مُوْقرَة بالعين والوَرِق وفاخرة الكِسَى وطرائف (٣) التُحَف وغرائب الألطاف يُغِدّ (٤) السير بنفسه وعَبيدِه وعين أعدائه ترمقُهُ وأخباره إلى كل بلدة تسبقه حتَّى إذا كان بجبال الصافية (٥) من الجانب الغربي من سواد بغداد عرض له فاتك ابن أبي الجهل الأسدي في عِدّة من أصحابه فاغتاله هناك وقتله وابنه محسدًا وغلامًا له يدْعى مُفْلِحًا وأخذ جميع ما كان له معه لستّ ليال بقين من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.

ووجدتُ في أول نسخة عليّ بن عيسى أنَّه وُلد أبو الطِّيب أَحْمد بن الحسين المتنبيء بالكوفة في كِنْدة سنة ثلاث وثلاثمائة على التقريب لا على التحقيق ونشأ بالشَّام والبادية وقال الشعر في صباه. فمن أول قوله مما نُسخ من نسخته وقرأتُ (٦) عليه: أبلى الهوى أسفًا .. وذكر بعده. قال وقد مرّ برجلين قد قتلا جُرَذًا وأبرزاه يُعجبان النَّاس من كبَره فقال لهما: لقد أصبح الجرذ ... العَطَبْ .. الأربعةَ الأبياتَ- ولم يكن علي بن عيسى يروي هذه القطعة. ووجد في آخِرة النسخة لست أدري بخط من هو (الخبر مع الأربعة الأبيات مذكور في قافية الدال) وأنا أستغفر الله عَزَّ وَجَلَّ من جميع السقط في هذا الديوان وأُنيب إلى الله سبحانه وتعالى والحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده.

قد تم هذا الديوان في صبيحة الأحد من الأسبوع الأول من العشر الأول من الشهر الرابع من السنة السادسة من العشر الثامن من المائة الثالثة من الألف الثاني من


(١) في الأصل برار والإصلاح من الصبح المتنبي ١: ٢٢٩.
(٢) في الأصل فرعا مصحفًا.
(٣) الأصل ظرائف.
(٤) في الأصل يفذ مصحفًا.
(٥) بلفظ ضد الكدرة.
(٦) كذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>