للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١١)

نش ١٢٥ بعد سيف الصدود على أعلى مقلّدِه الكلمة

وقال يهجو ابن حَيدرةَ:

قطعًا (١) فقدتَ من الزمان تليدا ... من كان عند وجوده مفقودا

غلب التبسُّمُ يوم مات تفجّعي ... وعذابَه [وَ] رأى الحِمامَ شديدًا (٢)

يَا صاحب الجَدَث الذي شَمِل الورى ... بالجُود أن لو كان لؤمُكَ (٣) جودا

قد كنت أنتنَ منكَ قبل دُخوله ... ريحًا وأكثر في الحياة صَديدا

وأذلَّ جُمْجُمَةً وأعيا مَنْطِقا ... وأقل معرفةً وأذوَى عُودًا

أسلمتَ لِحْيَتكَ الطويلةَ للبِلى ... وثويتَ لا أحدًا (٤) ولا محمودا

ودَرَى الأطِبّةُ أن داءَك (٥) قاتل ... حُمُقٌ - شِفاؤك كان منه بعيدًا

وفسادُ عقلك نال جسمك معذبا (٦) ... ولَيُفْسِدنٌ ضريحَه والدُودا

قَسمتْ سِتاهُ بَنِيه ميرات آسْتِه ... من بعده فغدوا بقًا (٧) سُودا

لو وَصّلوا ما استدخَلوا من فَيشة (٨) ... في طولهم بلغوا السماءَ قُعودا

بُلِيَتْ بما يَجْدُوْنَ كُلُّ بخيلة ... حَسناءَ - كي لا تستطيع صُدودا (٩)

أولادُ حيدرةَ الأصاغرُ أنفسًا ... ومناظرًا ومخابرًا وجُدودا

سُوْدٌ ولو بَهَرُوا النجومَ إضاءةً ... قُلٌّ ولو كَثَروا التُّرابَ عديدا

شيء كلا شيء لو أنّك منهمُ ... في جَحْفل لَجِبٍ لكنتَ وحيدا

أسرِفْ لو أنّك صادق في شَتْمِهم ... في كلّ شيء ما خلا التوحيدا


(١) كذا ولم أهتد لوجه صوابه.
(٢) الأصل: سديدًا.
(٣) في الأصل لومك.
(٤) لا إنسانًا يقال له أحد.
(٥) له في المعنى:
قالوا لنا مات إسحاق فقلت لهم ... هذا الدواء الذي يشفي من الحمق
(٦) الأصل معذبًا.
(٧) كذا ولعل الأصل بغايا.
(٨) الأصل فبعثه.
(٩) امتنعت الحسناء من الصدود لظنها أن الرجال يستغنون بهم عنها. وجدا عليه يجدو أعطاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>