للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإِخشيديَّ أوّلها (وبآخر طبعة الواحدي ٨٧٦ قال عبد الله المحسن بن علي بن كوجك (١) قرأت قصيدة لأبي الطيّب يرثي بها أبا بكر بن طغج الإِخشيديّ ويعزّي ابنه أنوجور بمصر وليست في ديوانه (٢) أوّلها):

هو الزمان مُشِتّ بالذي جَمعا ... في كل يوم ترى من صرفه بِدَعا

إن شئتَ مت أسفًا أو فابق مُضْطَربًا ... قد حَلّ ما كنتَ تخشاه وقد وَقعا

لو كان ممتنع تُبقيه (٣) منعتُه ... لم يصنع الدهر بالإِخشيد ما صنعا

قال: وهي طويلةٌ ولم يحضرني منها إلا هذه الأبيات.

ثم إني عثرت على بعض طولها وهو:

ذاق الحِمامَ فلم تدفع كتائبهُ ... عنه القضاءَ ولا أغناه ما جمعا

لقد نَعَى مَنْ نعاه كلَّ مفتخَرَ ... وكلَّ جود لأهل الأرض حين نعى

لله ما حلّ بالإِسلام حين ثوى ... لقد وَهَى شعْبُ هذا الدين فانصدعا

فمَن تراه يقود الخيلَ ساهمةً ... سَدّ الفضاءِ ومِلءَ الأرض ما وَسِعا

تَرَى الحُتوفَ غلوقا في أسنّته ... لدى الوَغى وشهابَ الموت قد لمَعا

لو كان يسطيع قبرٌ ضَمَّه لسعَى ... إليه شوقًا ليلقاه وإن شَسَعا

فلْيَعْجَب الناس من لحد تَضَمَّن مَنْ ... تَضَمَّن الرزق بعد الله فاضطلعا

لو يعْلَمَ اللحدُ ما قد ضَمّ من كَرم ... ومن فَخارٍ ومن نَعْماءَ لاتَّسعا

يا لحده إنْ تَضق عنه فلا عجب ... فيه الحِجا والنُهَى والبأس قد جُمعا

يا لحدُ طُلْ إنَّ فيك البحر محتبسا ... والليثَ منهصِرا والجُوْدَ مجتمعا

يا يومه لم تَخُصَّ الفَجْع أسرته ... كلُّ الورى بِرَدَى الإِخشيد قد فُجعا

يا يومَه لم تدعْ صبرًا لمصطبر ... ولم تدعْ مدْمعًا إلا وقد دَمعا

أردى الرِفاق ردى الإِخشيد فانقرضوا ... فما ترى منهم في الأرض منتجِعا

يا أيها الملِك المُخْلي مجالسه ... أحميت أعيُننا الإِغماض فامتنعا

ومنه:

لئن مضيت حميد الأمر مفتقَدا ... لقد تركت حميد الأمر متَّبعًا


(١) روى خبرًا عن والده كان من الطارئين على حضرة سيف الدولة انظر البديعي ١: ٦٤.
(٢) ذكر المقريزي مطلعها في المقفّى ٢/ ٣١٥ (م. ي).
(٣) بآخر الواقدي تغنيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>