للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم خرج من الرثاء إلى مدح ولد الإِخشيد:

ثبْت الجنان فلا نِكْسُ ولا ورعٌ ... تلقاه متزرًا بالحزم مدَّرِعا

أعطت أبا القاسم الأملاكُ بيعتَها ... ولو أبتْ أخذتْ أسيافُه البِيعا

وانقاد أعداؤه ذُلًّا لهيبتهِ ... وظل متبوعُهم من خوفه تبعا

أضحتْ بهِ هِممُ الغلمان عاليةً ... كأنَّ مولاهم الإخشيد قد رجعا

(٣١)

طك ١٧٢ محبي ٣٠٢ بعد قوله (الحُزن يُقلق والتجمل يردع) والبديعي ١٠٣: ١ ومرّ خبره في (أفيقا خمارُ الهم نغّصني الخمرا).

وقال وهي توجد في بعض النسخ دون بعض.

قطعتُ بسيري كلّ يهماء مَفزَع ... وخبْت بخيلي كلَ صَرْماءَ (١) بلقع

وثلّمتُ سيفي في رؤوس وأذرع ... وحطمتُ رمحي في نحور وأضلُع

وصَيّرتُ رأيي بعد عزميَ رائدي ... وخلَّفْتُ آراءً توالت بِمسْمَعي

ولم أَتَّرِك أمرًا أخاف اغتياله ... ولا طمِعت نفسي إلى غير مَطْمَع

وفارقت مصرا والأسيود عينهُ ... حِذارَ مسيري تستهلّ بأدمُع

ألم تفهم الخُنْثَى (٢) مقالي وأنني ... أفارق من أقلي بقلب مشيَّع

[ولا أرعوي إلا إلى من يودّني ... ولا يَطَّبيني (٣) منزل غير مُمْرع (٤)]

أبا النَتْن (٥) كم قيدتَني بموَاعد ... مَخافةَ نظم للفؤاد مروِّع

وقدّرتَ من فرط الجهالة أنني ... أقيم على كذب رصيفٍ مصنَّع

أقيم على عبد خصّي مُنافِقٍ ... لئيم رديء الفعل للجود مُدّعِ

وأترك سيف الدولة الملك الرضي ... كريمَ المحّيا أروعا وابن أروعَ

فتى بحره عذب ومقصده غِنَّى ... ومرتع مرعى جوده خير مرتع

تَظلّ إذا ما جئتَه الدهر آمنًا ... بخير مكان بل بأشرف موضع


(١) المفازة لا ماء بها.
(٢) عند البديعي ولم يفهم المخصي.
(٣) يستميلني.
(٤) هذا البيت عند غير البديعي.
(٥) كناه به بدل أبا المسك سخرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>