للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٢)

وقال في أن التآسي، لا يبعث على السلْوة والتناسي (١):

رأيت التعزّيَ مما يهيج ... على المرء ساكن أوصابه

وما نال ذو أسوةٍ سلْوةً ... ولكنْ أتى الحُزْن من بابه

تفكّر في مثل أرزائه ... فذكَّرَه ما به ما به

(التاء)

(٢٣)

وقال في الإعراض عن الجاهل (٢):

أيّها المُوْحِي إلينا ... نَفْثةَ الصِلِّ الصمَوتِ

ما سكتْنا عنك عِيًّا ... ربّ نطق في السكوت

لك بيتٌ في بيوت (٣) ... مثل بيت العنكبوت

إن يهنْ وهْنًا ففيه ... حِيلتا سُكْنى وقوت

(٢٤)

وقال يذكر إبليس (٤):

أرى الشيخ إبليس ذا علَّة ... فلا بَرأ الشيخ من علته


(١) الشريشي ٢: ١٩٤ والبساط ٧٥. هذا رد على الخنساء وقد اقتفى أثر ابن الرومي وهو مجلي الحلبة قال:
رأيت الدهر يجرح ثم يأسو ... يؤسي أو يعوض أو ينسى
أبت نفسي الهلاع لرزء شيء ... كفى رزءًا لنفسي رزء نفسي
أتجزع وحشة لفراق ألف ... وقد برّأتها لحلول رمى
قال ابن رشيق أخذته من قول عمر بن أبي ربيعة:
وذو الشوق القديم وإن تعزّى ... مشوق حين يلقى العاشقينا
وأخذه عمر من قول متمم بن نويرة:
وقالوا أتبكي كل قبر رأيته ... لقبر ثوى بين اللوى والدكادك
فقلت لهم أن الأسى يبعث الأسى ... دعوتي فهذا كله قبر مالك
(٢) العمدة ١: ١٦٢ ويأتي له في الغين بيتان في المعنى.
(٣) وفي النسخة المطبوعة من العمدة البيوت محلى باللام. وهذا البيت والذي بعده غير موجودين في النسخة المخطوطة التي في إدارة مجلة (الزهراء).
(٤) الشريشي ٢٨٣: ٢ - وهناك بريء وفلا تدخروا بالدال المهملة - ولابن رشيق أبيات في لعن إبليس =

<<  <  ج: ص:  >  >>