للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عِزَّه عن اقتراح بعض شعراء وقتنا هذا:

وذيّالٍ له رِجْل طَحونٌ ... لما نزلت به ويَدٌ زَجوجُ

يَطير بأربع لا عيب فيها ... لظُهْرانِ الصَفا منها عَجيج

خرجت به عن الأوهام سَبْقًا ... وقلَّ له عن الوَهْم الخُروج

إلى المَلِك المعِزِ أبي تميم ... أمُرَ بمن سِواه فلا أعيج

(٢٧)

وقال في النسيب (١):

من ذا يعالج عني ما أعالجه ... من حَر شوق أذاب القلب لاعجُه

ومن يكن لرسيس الشوق داخلُه ... يكن لفرْطِ الضَنى والسُقم خارجه

كادت خلاخيل من أهوى تبوح به ... سرًّا - وغصّت بما فيها دمالجه

(٢٨)

وقال (٢) - وركب متن البحر إلى صِقليَّة - وقد أحسن كلَّ الإِحسان:

ولقد ذكرتُك في السفينة والرَدى ... متوقَّعُ بتلاطم الأمواجِ

والجو يهْطِل والرياح عواصف ... والليِل مُسْودُّ الذوائب داج

وعلى السواحل للأعادي غارةٌ ... يتوقَعون لغارةٍ وهِياج

وعلتْ لأصحاب السفينة ضجّة ... وأنا وذكْرُك في ألذ تَناج


(١) البساط ٦٧ وهناك الصبي (موضع الضنى) وعصت (موضع غصت) فأصلحناهما.
(٢) الغيث ٢٣: ٢ والبساط ٦٥ وديوان الصبابة ١٨٢ وهناك للأعادي عسكر وغارة أيضًا صحيح فالمراد به المدى وهم المغيرون - والمعنى مطروق ورده الشعراء وقد أحرز قصبتي السبق والإحسان أبو عطاء السندي الحمامي في قوله:
ذكرتك والخطى يخطر بيننا ... وقد نهلت منا المثقفة السمر
الثناءة الأبيات - وعزاها صاحب تزيين الأسواق ٢١٩ للشريف البياضي وأورد قبيلها أبياتًا رائية لابن رشيق (ستأتي في رقم ٥٣ ص ٣١) وهي:
ولقد ذكرتك والطبيب معبس ... والجرح منغمس به المسبار
الثلثة، فانظر هل انقلب على كاتب الأمر فكتب على الرائية اسم ابن رشيق بدل الشريف البياضي وعلى الجيمية اسم الشريف بدل اسم ابن رشيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>