للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال (١) يصف طول الليل من قصيدة مدح بها السيد أبا الحسن:

قد طال حتى خلته ... من مناحية وَسطْ

وتكرّرت فيه المنا ... زل منه لا مني الغلط

(٧٦)

وقال (٢) كلمةً يعاتب فيها القاضي جعفر بن عبد الله الكوفي- منها:

وقد كنتُ لا آتِي إليك مُخاتِلًا ... لديك ولا أثْنى عليك تَصَنُّعا

ولكن رأيتُ المدح فيك فريضةً ... عليَّ إذا كان المديح تَطَوُّعا

فقمتُ بما لم يخفَ عنك مَكانُه ... من القول حتى ضاق مما تَوَسَّعا

ولو غيرُك الموسوم عني بِريبة ... لأعطيتُ منها مُدَّعي القوم ما ادّعى

فلا تَتخالجْكَ الظُنونُ فإِنَّها ... مآثمُ واترك فِيَّ للصُنْع موضعا

فوالله ما طَوَلتُ باللوم فيكم ... لسانًا ولا عَرَضتُ للذمِّ مسمَعا

ولا ملتُ عنك بالوداد ولا انطوتْ ... حِبالي ولا وَلَّى ثنائي مودِّعا

بلى ربَّما أكرمتُ نفسي فلم تَهُنْ ... وأجللتُها عن أن تذِلّ وتَخْضَعا

ولم أرض بالحظّ الزهيد ولم أكن ... ثقيلا على الإِخوان كَلًّا مدفَّعا

فباينتُ لا أن العداوة باينتْ ... وقاطعتُ لا أن الوفاء تَقَطَّعا


(١) العمدة ٢: ١٩٦ - والبيتان على حسن المعنى من باب التوجيه أو محتمل الضدين: منه الغلط لا مني -أو منه الغلط لا لا! بل هو مني. وجعله وسط من مناحية كخط الدائرة.
(٢) العمدة ٢: ١٣١ - ابن خلكان ٢: ٣٤٣ وفيه ففهت بدل فقمت وعنده ثمانية ترتيبها ١، ٢، ٣، ٤، ٥، ٦، ٨، ١٠ - معجم الأدباء ٣: ٧٤ وفيه ستة ٤، ٥، ٦، ٧، ٨، ١٠ ولفظه ثم قال (ابن رشيق) في ورقة أخرى (من فسح اللمح) تمام الأبيات العينية (قال ياقوت) وما وجدتها أعني الأبيات التي هذه تمامها (ثم أنشدها) - البساط ٧٣، ٧٤ وعنده تسعة ١، ٤ والباقي على ما هنا - قال ابن خلكان قبيل الأبيات وكان الشيخ موفق الدين (أبو البقاء بن يعيش النحوي) المذكور كثيرًا ما ينشد منسوبًا إلى أبي علي الحسن بن رشيق المقدم ذكره ثم كشفت ديوانه فلم أجد هذه الأبيات فيه والله أعلم وهي (ثم أنشدها). أقول وقد علمت أن صاحبنا ذكرها في كتابيه المذكورين- البيت الرابع في البساط كما هنا وفي معجم الأدباء وابن خلكان عندي موضع عني- وأما هذا القاضي فذكره صاحب المعالم ٣: ٢٤٣ وذكر أن أبيات ابن رشيق الميمية التي حصلنا منها على بيتين فقط كانت السبب في عزل ابنه محمد بن جعفر عن القضاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>