للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي مأشورة يعني مقطوعة بالمئشار. ومنه قولهم تطليقة بائنة والمعنى مُبانة من قولك أبنتُها.

ويجعلون الفاعل مصدرًا كقوله تعالى: {لَيسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} أي بكذب، وكذلك {لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً} أي لغوًا، وكذلك {فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} أي بطغيانهم وكفرهم، وكذلك قوله {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} أي بقاء.

وقد ينقلون لفظ مُفْعِل إلى فاعل كقوله تعالى: {الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} المعنى مَلاقِحَ لأنها جمع مُلْقِحَة وهي التي تلْقِحُ السحاب. وقال نهشل بن حَرّى (١):

لِيَبْكِ (٢) يزيدَ ضارعٌ لخصومه ... ومختبِط مما تُطيح الطوائح

أي مما تُطيح المَطاوح. وقال لبيد [صوابه رؤبة (٣)]:

يخْرُجن من أجواز ليل غاض

أي مغْضٍ مُطْرِق. وقال العجاج:

يَكْشِف عن جَفاتِه (٤) دَلْوُ الدالْ

أراد المُدْلِي لأنه من أدلى دَلْوَه. وقال النابغة:

كِلِيني لهمّ يا أميمَةَ ناصبِ ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب

ناصب أي مُنْصِب من النَصَب. وقال آخر:


(١) هذا هو الصواب، ونسب أيضًا للحارث بن نهيك النهشلي ولضرار النهشلي ولمزرود (؟) وللمهلهل.
وذكر العيني (٢: ٤٣٤) أبياتًا من الكلمة.
(٢) ليبك على زنة المعروف والنحاة يحرّفون الرواية ويجعلونه على زنة المجهول كأن أصله ليبكَ بزيدُ فقيل من يبكيه فقال يبكيه ضارع وهو تمحل ظاهر نعاه عليهم ابن قتيبة في طبقاته ٣٣ وانظر الكلام على البيت بغاية الاستيعاب في الخزانة ١: ١٤٧، وهو من أبيات الكتاب مصر ١: ١٨٥ و ١٤٥ وعزاه للحارث بن نهيك ولكن الأعلم نسبه للبيد.
(٣) هذا مما زدته في المتن وتحريف رؤبة بلبيد لا يبعد في خطّ النسّاخ - انظر ديوان رؤبة ٨٢ واللسان (غضى، دلو) والاقتضاب ٤٧٥ وليل غاضٍ مظلم. ويخرجن أي العيس. قال ابن قتيبة غاض بمعنى مغض قال ابن السيد وهذا لا يلزم لأن الأصمعي وغيره حكوا غضا الليل وأغضى اهـ.
(٤) كان في الأصل عن حماته مصحفًا. والشطر في زيادات ديوان العجاج ٨٦ واللسان (دلو). ودلو الدال أي نزع النازع وفي الأزمنة للمرزوقي أيضًا ١٥٧: ٢ وقال علي بن حمزة قد غلط جماعة من الرواة في تفسيره آخرهم ثعلب وإنما المعنى فيه أنه لما كان المدلي إذا أدلى دلوه عاد فدلاها أي أخرجها ملأى إلى آخر ما قال.

<<  <  ج: ص:  >  >>