للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجّاج دروع فقال: نَحُّوها فإِن الشمس جَوْنة.

ومن ذلك المُقْوي للقويّ والضعيف. قال الله تعالى (٥٦: ٧٤) {وَمَتَاعًا لِلْمُقْوينَ} أي الضعفاء تقول العرب أكثِرْ من فلان فإنه مُقْوٍ أي ذو إبل قويَّة.

ومن ذلك الرجاء يكون في معنى الخوف. قال أبو ذُؤيب:

إذا لَسَعَتْه النَحْلُ لم يرجُ لسْعَتها ... وخالفَها في بيتِ نُوْب غوافلُ (١)

وقال الأنصاري (٢):

لعمرك ما أرجو إذا مُتُّ مؤمنًا ... على أيّ جنب كان لله مَصْرَعي

وقال المفسرون في قوله تعالى (٧١: ١٢) {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} تخافون لله عظمة. وكل من آثَرَ أن يقول ما يحتمل معنيين فواجب عليه أن يضع على ما يقصد له دليلًا لأن الكلام وُضع للفائدة والبيان.

فمما اتفق لفظُه واختلف معناه قوله تعالى (٢: ٧٢) {إلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إلا


= ٢: ٢١. والتوزي هو عبد الله بن محمد بن هارون أبو محمد الراوي عن الأصمعي وأبي عبيدة وقرأ عليه المبرَّد. وحكاية الحجاج توجد عند السجستاني ولفظة: قالوا أُتيَ الحجاج بن يوسف بدرع حديد فعرضت عليه في الشمس -وكانت صافية- فجعل لا يرى صفاءها فقال له رجل كان فصيحًا الشمس جونة فقد قهرت لونَ الدرع أراد بيضاء شديدة البريق. وقال بعضهم بل عرضها على الحجاج فقال الحجاج الشمس جونة أي نَحِّها عن الشمس. وفي أضداد ابن السكيت الحكاية الأولى فقط. وانظر أمالي القالي المطبوعة الثانية ج ١ ص ٩.
(١) ويروي عوامل وعواسل. والضمير يعود على مشتار النحل. ولم يرج لم يخف والنوب النحل وخالفها ويروى حالفها. والبيت في أضداد الأصمعي ٢٤ والجستاني ٨١ وابن الأنباري ٩ وشرح المفضليات ٢٦٧ وأضداد ابن السكيت ١٧٩ وابن ولاد مصر ٤٥ واللسان (نوب) من كلمة مذكورة في الخزانة ٢: ٤٦٢.
(٢) خُبَيب بن عدي انظر السيرة على الروض ٢: ١٧٠ وطبعة غوطا ٦٤٣ وروايته:
فولله ما أرجو إذ مُتُّ مسلمًا ... في الله إلخ
قال ابن هشام وبعضِ أهل. العلم بالشعر ينكرها له. قلت ولكن البخاري رحمه الله رواه في صحيحه في المغازي وروايته:
ما إن أبالي حين أُقتل مسلما
وراجعه على فتح الباري ٧: ٢٦٩ سنة ١٣٢٥ هـ وفي أضداد ابن الأنباري أنه لعُبيدة بن الحارث الهاشمي قُتل مع حمزة رضي الله عنه يوم أُحُد.

<<  <  ج: ص:  >  >>