للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انظر (١) لرجلك قبل الخطو موقعها ... فمن علا زَلَقا عن غِرة زلجا

رُب كلمة تقول دعني إذا ما رأت الرجال فاصبر ليس بعشك فادرجي ما اسمك اذكر فلا يسيء الظن بي بل غيري في ذلك أولى بأن ينسب إلى التزييف أو يرمى بالتصحيف والتحريف فإني قد نخلت الكتب المتداولة بين الناس نخل محصِلة وأثرت مُبَحْتِرًا فصّ كل كتاب منها ومفصِلَة، فوجدتُها مَشاكةً يحتميها الحافي ويعافها العافي وفحصت عن بيت بيت، وركضت في ميادينها الكميت، فوجدتهم قد خلطوا الهَمَل بالمرعيّ، ولم يكن بالمرء عِي، وتناعوا (ق ٦ ظ) فتمادى بهم النوم، وطاب لهم الكرى في ظل (٢) الدَّوم.

هذا أبو منصور الأزهري

شيخ عهده وزمانه وإمام عصره وأوانه والمشار إليه في كثرة النُقَل والمضروب إليه أكبادُ الإِبل أنشد في ك ل ل للعجاج:

حتى يَحُلون الرُبَى كلا كلا

وهو لرُؤْية لا للعجّاج والرواية قومًا يحلّون، وأنشد في ركض لرؤبة:

والنسر قد يَرْكُض وهو هافِ

وهو للعجّاج لا لرؤبة. وأنشد في ك دس لعَبِيد:

(وخيل تَكَدَّسُ بالدارعين ... كمشي الوعول على الظاهرة)

وهو لمهلهل لا لعبيد، وأنشد في س ك ر لأوس:

خُذْلت على ليلة ساهره ... فليست بطَلْق ولا ساكره

وهو مُدَاخل الرواية.

خُذلت على ليلة ساهره ... بصحراء شَرْج إلى ناظره

تُزاد ليالي في طولها ... فليست بطَلْق ولا ساكره

وفي كتابه من هذا الجنس أكثر من ألف موضع.

وأما أبو منصور إِسماعيل بن حماد الجوهري

الذي تَخرُّ له جباه أهل الفضل، وحُكم له بحيازة السبق والنَضْل، فقد قال في


(١) في الحماسة.
(٢) ويقال: إن الدوم لا ظل له فوجه الكلام إذن "الظل الدوم" أي الدائم.

<<  <  ج: ص:  >  >>