للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى برع في الفقه، وعليه تفقه القاضي أبو حازم، وأبو الحسين بن الزاغوني، وأبو سعد المخرمي، وطلحة العاقولي، وغيرهم.

وممن روى عنه القاضي أبو طاهر بن الكرخي، وأخوه أبو الحسن.

كانت له يد قوية في القرآن والحديث، والفقه والمحاضرة، وقرأ عليه عامة الحنابلة ببغداد، وانتفعوا به، وكان حسن السيرة، جميل الطريقة، جرت أموره في أحكامه على سداد واستقامة.

صنف كتبا في الأصول والفروع، قال ابن رجب: له تصانيف في المذهب؛ منها: "التعليقة" في الفقه، في عدة مجلدات، وهي ملخصة من تعليقة شيخه القاضي. ثم ساق منها بعض المسائل التي أغرب بها القاضي يعقوب.

وكان له تلامذة كثيرون، وكان مبارك التعليم، لم يدرس عليه أحد إلا أفلح وصار فقيها. وكانت حلقته بجامع القصر.

توفي يوم الثلاثاء ثاني عشرين شوال سنة ست وثمانين وأربعمائة (١).

* رزق اللَّه التميمي (ت ٤٨٨ هـ)

هو أبو محمد رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد.

ولد سنة أربعمائة، وقيل: سنة إحدى وأربعمائة.

أحد الحنابلة المشهورين في الحنبلية هو وأبوه وعمه وجده.

قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي، وسمع الحديث من أبي عمر بن مهدي وأبي الحسن الحمامي وأحمد بن علي بن البادي وأبي الحسين وأبي القاسم ابني بشران وأبي علي بن شاذان، وتفقه على القاضي أبي علي بن


(١) "سير أعلام النبلاء" ١٩/ ٩٣، "ذيل طبقات الحنابلة" ١/ ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>