وقد كُنا قد انْتهينا من هذا الكتاب منذ سنوات ثم بدا لنا أن نضيف عليه ونُحَسن ترتيبه، وقدرنا لذلك أقل من سنة؛ لكن محنة كتاب " التوضيح لابن الملقن " ألقت بظلالها على كل أعمالنا، ولعمري إنها لمحنة عظيمة تسبب فيها مَنْ لا خَلَاق له ولا أخلاق؛ بالقضايا والتشنيع والدعاية الباطلة، ووافقه في ذلك أصحاب نفوسٍ مريضة ممَّنْ حتى لا يعرفونه، ولكن لداءٍ في أنفسهم، سواء حقد أو حسد أو عصبية، يتطاولون علينا ويستخْفُون من النَّاس بأسماء مستعارة، ولا يستخفون مِنَ اللَّه وهو معهم، "والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" ولا أجد ما أقول لكل من قصد ذلك وساهم فيه إلا: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ}، ولم يكن الضرر على شخصي فقط، بل طال عشرات الباحثين، ونال أهلي وأولادي من حيث لا يشعرون، ولقد ضاقت بنا الأمور لأشهر وسنوات، ولكن هذِه سنة اللَّه في خلقه {لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}، والحمد للَّه على ما قدَّر، ونسأله أن يجعل ذلك كفارة عن ذنوبنا وتقصيرنا.