[المرحلة الخامسة: إحياء تراثه (بدأت من منتصف القرن الرابع عشر الهجري حتى وقتنا الحاضر)]
وتتمثل هذِه المرحلة في إحياء التراث الحنبلي وتحقيقه، وساعد على ذلك:
- جعل تحقيق التراث من وسائل الحصول على الشهادات العالمية.
- اهتمام الجامعات والمراكز البحثية ومجامع الفقه بنشر التراث الحنبلي محققًا، ونرى ذلك واضحًا في جهود جامعة الإمام محمد بن سعود في إحياء تراث شيخ الإسلام وتحقيقه، وتراث الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وجهود مجمع الفقه بجده في نشر تراث الإمام ابن القيم وتحقيقه.
- إنشاء مؤسسات لتحقيق مخطوطات التراث الحنبلي.
- الجهود الفردية والجماعية في نشر الكتب التراثية محققة.
وتولي المملكة العربية السعودية خاصة جل عنايتها من أجل إحياء التراث الحنبلي ونشره منذ نشأتها، وهذِه الثروة العلمية التي تزخر بها المملكة العربية السعودية الآن فيما يخص أصول المذهب وفروعه وأعلامه ومكتباته والدراسات التي أنجزت حوله لتشهد بمدى الخدمة الجليلة التي قامت بها المملكة ولا تزال تقوم تجاه المذهب.
قال الشيخ أبو زهرة: وإذا كان المذهب الجليل قد فقد الأتباع في الماضي، فإن اللَّه عز وجل قد عوضه في الحاضر، وذلك أن بلاد الجزيرة العربية تسير حكومتها في أقضيتها وعبادتها على مقتضى أحكامه، وكان ذلك تعويضا كريمًا، وإخلافًا حسنًا، لأن بلاد الجزيرة العربية تطبق الشريعة في كل أقضيتها ولا تقصرها على نظام البيت (قانون الأسرة)، بل أنها تطبق أحكام الحدود والقصاص تطبيقًا صحيحًا كاملًا، فالحدود فيها