للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ابن مُفْلح (ت ٧٦٣ هـ)

هو محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج المقدسي ثم الصالحي الراميني شمس الدين، أبو عبد اللَّه شيخ الحنابلة في وقته بل شيخ الإسلام وأحد الأئمة الأعلام.

سمع من عيسى المطعم وغيره، وناب في الحكم عن قاضي القضاة جمال الدين المرداوي، وقرأ عليه "المقنع" وغيره من الكتب في علوم شتى، وتزوج ابنته وله منها سبعة أولاد ذكور وإناث.

وقال ابن كثير: وكان بارعًا فاضلًا متفتنًا ولا سيما في علم الفروع وكان غاية في نقل مذهب الإمام أحمد.

وحضر عند الشيخ تقي الدين ونقل عنه كثيرا وكان يقول له: ما أنت ابن مفلح أنت مفلح، وكان أخبر الناس بمسائله واختياراته حتى إن ابن القيم كان يراجعه في ذلك.

لازم القاضي شمس الدين ابن مسلم وقرأ عليه الفقه والنحو، والأصول على القاضي برهان الدين الزرعي، وسمع من الحجار وطبقته، وكان يتردد إلى ابن الفويره والقحفاوي النحويين، وإلى المزي والذهبي ونقل عنهما كثيرا وكانا يعظمانه، وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي يثنى عليه كثيرًا.

توفي ليلة الخميس ثاني رجب سنة ثلاث وستين وسبعمائة بسكنه بالصالحية وصلى عليه يوم الخميس بعد الظهر بالجامع المظفري وكانت جنازته حافلة حضرها القضاة والأعيان، ودفن بالروضة بالقرب من الشيخ موفق الدين (١).


(١) "المقصد الأرشد" ٢/ ٥١٧ - ٥١٩، "شذرات الذهب" ٦/ ١٩٩ - ٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>