للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دليلًا قاطعًا رجع إليه، وجعل ذلك لمن أتاه به. ثم قال: له الكلام الكثير على مسألة الطلاق، وسمعت والدي يذكر أن له فيه قريبًا من سبعين كراسة، فمن ثم قال بعض شيوخنا: كان مجتهدًا. اهـ. يعني مجتهدًا في هذِه المسألة بالذات، وهذا مبني على القول بجواز تجزؤ الاجتهاد، وهو مذهب الجمهور.

[* إبراهيم ابن مفلح (٨٠٣ هـ)]

هو إبراهيم بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الراميني الأصل ثم الدمشقي الإمام العلامة الحافظ شيخ الحنابلة ورئيسهم برهان الدين وتقي الدين أبو إسحاق.

ولد سنة سبع وأربعين.

حفظ كتبًا عديدة وأخذ عن جماعة منهم والده، وجده قاضى القضاة المرداوي، وقرأ على القاضي بهاء الدين ابن أبي البقاء السبكي.

اشتغل وأفتى ودرس وناظر وصنف وشاع اسمه واشتهر ذكره فدرس بدار الحديث الأشرفية بالصالحية والصاحبة وغيرهما. وكان ذا دين وخير وصلاح.

ناب في الحكم مدة للقاضي علاء الدين ابن المنجى وغيره. وانتهت إليه في آخر عمره مشيخة الحنابلة وكان له ميعاد في الجامع الأموي بمحراب الحنابلة بكرة نهار السبت يسرد فيه -على ما يقال- نحو مجلد صغير ويحضر مجلسه الفقهاء من كل مذهب، ثم ولى القضاء في رجب سنة إحدى وثمانمائة. ووقع بينه وبين عبد الجبار المعتزلي مناظرات وإلزامات بحضرته فأعجبه ومال إليه فتكلم معه في الصلح فأجاب إلى ذلك.

توفي يوم الثلاثاء سابع عشر شعبان سنة ثلاث وثمانمائة ودفن عند رجل والده بالروضة (١).


(١) "المقصد الأرشد" ١/ ٢٢٦، "الدر المنضد" ٢/ ٥٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>