هو مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد بن عياش الحارثي البغدادي، ثم المصري الفقيه، المحدث الحافظ، قاضي القضاة سعد الدين أبو محمد، وأبو عبد الرحمن.
ولد سنة اثنين -أو ثلاث- وخمسين وستمائة.
سمع بمصر من: الرضي بن البرهان، والنجيب الحراني، وابن علاف، وجماعة من أصحاب البوصيري وطبقته. وبالإسكندرية من: عثمان بن عوف، وابن الفرات، وبدمشق من: أحمد بن أبي الخير، وأبي زكريا بن الصيرفي.
وعني بالحديث، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه الكثير. وخرج لجماعة من الشيوخ معاجم. منهم: الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، والأبرقوهي وغيرهما.
وتفقه على ابن أبي عمر وغيره.
وروى عنه: إسماعيل بن الخباز -وهو أسن منه- وأبو الحجاج المزي، وأبو محمد البرزالي.
قال الذهبي: كان عارفا بمذهبه ثقة متقنا صينا مليح الشكل فصيح العبارة وافر التجمل كبير القدر حج غير مرة.
وقال أيضًا: كتب الكثير وحصل الأصول، وتقدم في هذا الشأن وخرج لجماعة، وتكلم على الحديث ورجاله وعلى التراجم فأحسن وشفي وخطه قوي حلو معروف شحذت منه مجلس التميمي فما سمح به.
قال ابن رجب: وكلامه في الحديث أجود من كلامه في الفقه؛ فإنه كان أجود فنونه.
وتوفي في سحر يوم الأربعاء رابع عشر في الحجة سنة إحدى عشرة