هو محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلي الفقيه المحدث النحوي شمس الدين أبو عبد اللَّه.
ولد سنة خمس وأربعين وستمائة. قاله الذهبي. وقال غيره: في أول سنة أربع وأربعين ببعلبك.
وسمع بها من الفقيه محمد اليونيني. وبدمشق من: إبراهيم بن خليل، ومحمد بن عبد الهادي، وابن عبد الدايم، وعمر الكرماني، وابن مهير البغدادي صاحب ابن بوش، وجماعة من أصحاب الخشوعي، وابن طبرزد، وطبقته.
وعني بالحديث، وطلب وقرأ بنفسه، وكتب بخطه، وتفقه على: ابن أبي عمر وغيره، حتى برع وأفتى. وقرأ العربية واللغة على ابن مالك، ولازمه حتى برع في ذلك.
قال الذهبي: كان إماما في المذهب، والعربية والحديث، غزير الفوائد متقنًا. صنف كتبا كثيرة مفيدة. وكان ثقة صالحا، متواضعًا على طريقة السلف، مطرح للتكلف في أموره، حسن البشر، حدثنا بدمشق وبعلبك وطرابلس.
وأم بمحراب الحنابلة بجامع دمشق مدة طويلة، ودرس به بحلقة الصالح ابن صاحب حمص. ودرس بالصدرية، ودرس الحديث بها، وأعاد بمدرسة الحنبلية وغيرها من المدارس. ودرس بالحنبلية وقتا. وأفتى زمنا طويلا. وتصدى للاشتغال، وتخرج به جماعة، وانتفعوا به.