المملكة وخارجها قد حصلَ له سؤددٌ في العلم، ومنزلة عالية، ومكانةٌ رفيعةٌ، يشهدُ بذلك الخاصُّ والعامُّ، ولم يحصل هذا السُّؤدد من فراغٍ وإخلادٍ إلى الرّاحة، وإنّما حصّله بالجِّدِّ والاجتهاد منذ نعومة أظفاره.
وقد أقمتُ بالقرب مِنْ منزله بالرياض لأكثر من سنتين فحظيتُ بكثرة سماعه ورؤيته وزيارته في مجلسه المفتوح، وما يُقال عنه من أخلاقٍ وفضل أقل بكثير مما يستحق، نسأل اللَّه أنْ يجعل ذلك في ميزان حسناته.
توفّي رحمه اللَّه في صبيحة يوم الخميس السّابع والعشرين من شهر المحرّم عام (١٤٢٠ هـ)، قبل أذان الفجر بدقائق، وصُلِّي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة الجمعة، ودُفن في مقبرة العَدْلِ في مكّة المكرّمة، وشهدَ جنازتَهُ العددُ الذي لا يحصيه إلاّ اللَّه (١).
- من مؤلفاته:" الفوائد الجليلة في المباحث الفرضية"، "نقدُ القوميّة العربيّة على ضوء الإسلام والواقع"، "التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة"، "رسالة موجزة في الزكاة"، "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة"، وله ثلاث رسائل في كيفية صلاة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، ووجوب صلاة الجماعة، وأين يضع المصلي يده بعد الركوع.
[* الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت ١٤٢١ هـ)]
هو محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أحمد بن مُقبل، من الوهَبة، من بنِي تميم، وجدُّه الرابع عثمان أُطلق عليه عُثيمين، واشتهرت هذِه الأسرة بالنسبة إليه بهذا
(١) ترجم له العديد، منهم: د. عبد المحسن البدر في محاضرة ألقاها بمسجد الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ليلة الجمعة السّادس من شهر صفر عام ١٤٢٠ هـ بعنوان: الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من الرعيل الأول، ومنها استفدنا غالب الترجمة.