وروى عنه: أبو أحمد عبد الوهاب ابن سكينة، وأبو المواهب ابن صصرى، وعبد القادر بن عبد اللَّه الرهاوي، ويوسف بن أحمد الشيرازي، وعتيق بن بدل المكي، وأولاده: أحمد، وعبد البر، وفاطمة، وآخرون.
قال أبو سعد السمعاني: هو حافظ متقن، ومقرئ فاضل، حسن السيرة، جميل الأمر، مرضي الطريقة، عزيز النفس، سخي بما يملكه، مكرم للغرباء، يعرف الحديث والقراءات والآداب معرفة حسنة، سمعت منه بهمذان.
وقال الذهبي: كان في القراءات أكبر منه في الحديث، مع كونه من أعيان أئمة الحديث. وقال أيضًا: وله التصانيف في الحديث، وفي الزهد والرقائق، وقد صنف كتاب "زاد المسافر" في خمسين مجلدا، وكان إماما في الحديث وعلومه.
وحصل من القراءات ما إنه صنف فيها "العشرة والمفردات"، وصنف في الوقف والابتداء، وفي التجويد، وكتابا في ماءات القرآن، وفي العدد، وكتابا في معرفة القراء في نحو من عشرين مجلدا، استحسنت تصانيفه، وكتبت، ونقلت إلى خوارزم وإلى الشام، وبرع عنده جماعة كثيرة في القراءات. وكان إذا جرى ذكر القراء يقول: فلان مات عام كذا وكذا، ومات فلان في سنة كذا وكذا، وفلان يعلو إسناده على فلان بكذا.
وكان عالما إماما في النحو واللغة.
توفي في جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمسمائة، وله نيف وثمانون سنة (١).