قال ابن النجار: كان ورعا عابدا، حسن السمت، على منهاج السلف، أضر بأخرة، وثقل سمعه، ولم يزل يدرس إلى حين وفاته بمسجده بالمأمونية.
وقال الشيخ موفق الدين المقدسي: شيخنا أبو الفتح كان رجلًا صالحًا، حسن النية والتعليم. وكانت له بركة في التعليم. قل مَن قرأ عليه إلا انتفع.
وقال ابن رجب: صرف همته طول عمره إلى الفقه، أصولًا وفروعًا، مذهبًا وخلافًا، واشتغالًا وإشغالًا، ومناظرة. وتصدر للتدريس والاشتغال والإفادة، وطال عمره، وبَعُدَ صيتُه، وقصده الطلبة من البلاد، وشدت إليه الرحال في طلب الفقه، وتخرج به أئمة كثيرون.
وكان رحمه اللَّه كثير الذكر والتلاوة للقرآن لا سيما في الليل، مُكرِمًا للصالحين، مُحِبًّا لهم، ليس فيه تيه الفقهاء، ولا عجب العلماء. إن مرض أحد من تلامذته ومعارفه عاده، أو كانت لهم جنازة شيعها ماشيًا غير راكب، على كبر السن، وضعف البِنْية. زاهدًا في الدنيا، يقنع منها بالبلغة، وإذا جاءه فتوح أو جائزة من بيت المال وزعها بين أصحابه، وإن ناله منها شيء أعاده عليهم في غضون الأيام.
توفي يوم السبت رابع شهر رمضان، سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة (١).
- من مؤلفاته:
- " تعليقة في الخلاف": ذكرها ابن رجب، وقال: كبيرة معروفة. وذكره العليمي ٣/ ٢٩٧ وابن مفلح في "المقصد الأرشد" ٣/ ٦٤.
وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" ٢٠/ ١٦٣، وابن اللحام في "القواعد الأصولية"(ص ١١٤). ويبدو أنه كان مستظهرًا لها، فقد قال