قال الذهبي في "السير": سمع منه جماعة، وأخذ عنه الشيخ مجد الدين ابن تيمية، ولم أسمع منه، ولا كلمته كلمة؛ تفقه على ابن المنِّي وسمع منه، ومن لاحق بن كاره، وأشغل بمسجد المأمونية بعد شيخه، وكانت له حلقة بجامع القصر للنظر، وكان يتوقد ذكاء.
له تصانيف في المعقول، وتعليقة في الخلاف.
وتخرج به الأصحاب ورتب ناظرا في ديوان المطبق، فذمت سيرته، فعزل، وبقي محبوسا مدة، وأخرج، وتمرض أشهرا.
قال ابن النجار: برع الفخر إسماعيل في المذهب والأصلين والخلاف، وكان حسن العبارة، مقتدرا على رد الخصوم، كانت الطوائف مجمعة على فضله وعلمه. . إلى أن قال: ولم يكن في دينه بذاك، حكى لي ابنه عبد اللَّه في معرض المدح له: أنه قرأ المنطق والفلسفة على ابن مرقش النصراني، فكان يتردد إلى البيعة.
وقال: سمعت من أثق به أن الفخر صنف كتابا سماه "نواميس الأنبياء" يذكر فيه أنهم كانوا حكماء كهرمس وأرسطو، فسألت بعض تلامذته الخصيصين به عن ذلك فما أنكره، وقال: كان متسمحا في دينه، متلاعبا به.
وكان دائما يقع في رواة الحديث، ويقول: هم جهال لا يعرفون العلوم العقلية، ولا معاني الحديث الحقيقية، بل هم مع اللفظ الظاهر.
مات في ثامن ربيع الأول سنة عشر وستمائة، ودفن من يومه بداره بدرب الجب، ثم نقل بعد ذلك إلى باب حرب (١).