والمحبة والسلوك، فأخذ ذلك عنهم، وانتفع بهم، واقتفى طريقتهم وهديهم.
ثم قدم دمشق، فرأى الشيخ تقي الدين ابن تيمية وصاحبه، فدله على مطالعة السيرة النبوية، فأقبل على "سيرة ابن إسحاق" تهذيب ابن هشام، فلخصها واختصرها، وأقبل على مطالعة كتب الحديث والسنة والآثار، وتخلى من جميع طرائقه وأحواله، وأذواقه وسلوكه، واقتفى آثار الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وهديه، وطرائقه المأثورة عنه في كتب السنن والآثار، واعتنى بأمر السنة أصولا وفروعا، وشرع في الرد على طوائف المبتدعة الذين خالطهم وعرفهم من الاتحادية وغيرهم، وبين عوراتهم، وكشف أستارهم، وانتقل إلى مذهب الإمام أحمد. وكان الشيخ تقي الدين ابن تيمية يعظمه ويجله، ويقول عنه: هو جنيد وقته.
قال ابن رجب: كتب عنه الذهبي والبرزالي، وسمع منه جماعة من شيوخنا وغيرهم.
توفي آخر نهار السبت سادس عشر ربيع الآخر سنة إحدى عشر وسبعمائة. بالمارستان الصغير بدمشق (١).
- من مؤلفاته:
- " البلغة" مختصر الكافي: ذكره ابن رجب في "الذيل"، قال: في مجلد، وحاجي خليفة في "كشف الظنون"(ص ٢٥٢) بإزاء "البلغة والإقناع". وابن حميد في "الدر المنضد"(ص ٤١).
- "البلغة والإقناع في حل شبهة مسألة السماع": ذكره حاجي خليفة في "الكشف"(ص ٢٥٢)