ثم أقبل على العبادة والاشتغال فبرع، وأقبل على "مسند أحمد" فرتبه على الأبواب.
وكان منقطعا في مسجد يعرف بمسجد القدم خارج دمشق، وكان يقرئ الأطفال ثم انقطع ويصلي الجمعة بالجامع الأموي، ويقرأ عليه بعد الصلاة في الشرح، وثار بينه وبين الشافعية شر كبير بسبب الاعتقاد.
وكان ممن جبله اللَّه تعالى على حب الشيخ تقي الدين ابن تيمية وكان الناس يعظمونه ويعتقدون فيه الصلاح والخير ويتباركون به وبدعائه.
توفي يوم الأحد ثالث عشر جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وثمانمائة (١).
- من مؤلفاته:
- " الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري": ذكره السخاوي في "الضوء" ٥/ ٢١٤ وقال في ذلك: رتب المسند على أبواب البخاري وسماه. .، وشرحه في مئة وعشرين مجلدًا. طريقته فيه: أنه إذا جاء لحديث الإفك، مثلًا، يأخذ نسخة من شرحه للقاضي عياض، فيضعها بتمامها، وإذا مرت به مسألة فيها تصنيف مفرد لابن القيم، أو شيخه ابن تيمية، أو غيرها، وضعه بتمامه. ويستوفي ذاك الباب من "المغني" لابن قدامة ونحوه.
وذكر ابن حميد في "السحب"(ص ٧٣٥) وقال: وقد رأيت في رحلتي سنة (١٢٨١ هـ) في مدرسة شيخ الإسلام الشيخ أبي عمر، منها -أي مؤلفات ابن زكنون- الكثير الطيب، منها شرحه للمسند في مئة وسبعة وعشرين مجلدًا.