سبعٌ وأربعون سنة، فتلاميذه في هذِه المُدَّة الطويلة كثيرون جدًّا، وقد حضرتُ له قرابة السنة، فكان رحمه اللَّه لا يكل من التدريس، حتى أنه كان من الصعب على من يرتبط بعمل متابعة كل دروس الشيخ.
وكان عددٌ كبير من الطلبة من داخل المملكة وخارجها يرتحِلون إليه لتلقِّي العلمَ عنه لا سيما في الصيف، حيث يكون له فيه دروسٌ كثيرة، في الصباح وبعد العصر وبعد المغرب، ولا ينقطع عن التدريس بعد المغرب في جميع أيَّام السنة.
وكان للشيخ رحمه اللَّه مكانة مرموقةٌ ومنزلةٌ رفيعةٌ، فقد رُزق القبول، وأحبَّه الناسُ، وحرصوا على سماع دروسه وفتاواه، واقتناء آثاره العلمية، وأشرطة دروسه ومحاضراته، وهو عالمٌ كبيرٌ، وفقيهٌ متمكِّن، وهو محلُّ التوقير والإجلال من الولاة والعلماء وطلبة العلم.
وكان من تقدير الولاة في المملكة العربية السعودية له أنَّهم عندما يزورون القصيم يزورونه في منزله، فقد زاره الملك خالد، والملك فهد، والملك عبد اللَّه أثناء ولايته للعهد، والأمير سلطان، وهو أهل للتوقير والاحترام.
وهو مع ذلك من أشدِّ الناس تواضعًا، ومحبَّةً للخير، ونفعًا للناس، وإشفاقًا على الطلبة، وحرصًا على إفادتهم، وتحصيلهم العلم، وجمعهم بين العلم والعمل.
وقد مُنح جائزة الملك فيصل رحمه اللَّه العالمية لخدمة الإسلام عام ١٤١٤ هـ، وجاء في الحيثيات التي أبدتها لجنة الاختيار لمنحه الجائزة ما يلي:
أولًا: تحلِّيه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع، ورحابة الصدر، وقول الحق، والعمل لمصلحة المسلمين، والنصح لخاصتهم وعامتهم.