للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ما كتبه الوزير الأديب أبو محمد بن عبد البر (١) عن مجاهد العامري أمير (دانية) إلى المظفّر (بيطليوس) حيث يصفه بقوله:

( ... والفقيه الحافظ أبو الوليد الباجي غَذِيُّ نعمتِك، ونشأةُ دولتك، هو من آحاد عصره في علمه، وأفراد دهره في فهمه، وما حصل أحد من علماء

الأندلس متفقهًا على مثل حَظِّه وقسمه، وقد تقدَّم له بالمشرق صيتٌ وذِكرٌ، وحصل بجزيرتنا ولك فيه جمالٌ وفخرٌ، فإنه إليك تنعطفُ أسبابه، وعليك تلتقي وتلتفُّ آرابه، لكن شددت عليه يدي، وجعلته عَلَمَ بلدي، يُشاوَرُ في الأحكام، ويهتدى إليه في الحلال والحرام، فقد ساهمتك به، وشاركتك فيه، كما تساهمنا وتشاركنا في الأحوال السلطانية، والأمور الدنياوية) (٢).

- ما جاء عن تلميذه القاضي أبي عليّ الصَّدفي (٣) في حق شيخه:

(ما رأيت مثل أبي الوليد الباجي، وما رأيت أحدًا على سمته وهيئته، وتوقير مجلسه، ولما كنت ببغداد قَدِم ولده أبو القاسم أحمد، فسِرتُ معه إلى شيخنا قاضي القضاة الشامي، فقلت له: أدام الله عزك، هذا ابن شيخ الأندلس، فقال: لعله ابن الباجي؟ قلتُ: نعم. فأقبل عليه) (٤). وقال: (هو أحد أئمة المسلمين) (٥).


(١) هو أبو محمد عبد الله بن يوسف بن عبد البر النمري القرطبي. الأديب البارع من أهل الفطنة والذكاء والعلم توفي سنة ٤٥٠ هـ. (انظر ترجمته في الصلة لابن بشكوال: ١/ ٢٧٩. جذوة المقتبس للحميدي: ٢٦٨).
(٢) انظر: الذخيرة لابن بسام: ٢/ ١/ ٩٦ - ٩٧.
(٣) تقدمت ترجمته انظر ص: ٨١.
(٤) الصلة لابن بشكوال: ١/ ٢٠٢. ترتيب المدارك للقاضي عياض: ٢/ ٨٠٤. سير أعلام النبلاء للذهبي: ١٨/ ٥٣٩. تذكرة الحفاظ للذهبي: ٣/ ١١٨٠. الديباج المذهب لابن فرحون: ١٢١. طبقات المفسرين للداودي: ١/ ٢١٠ - ٢١١، نفع الطيب للمقري: ٢/ ٧٤.
(٥) الصلة لابن بشكوال: ١/ ٢٠٢.

<<  <   >  >>