الذين تخيل أتباعهم أنه لا بد لهم من أن يشاركوا الفرعون في عيده ويباركوه فيه ويتقبلوا صلواته. وتصدرت الفناء منصة حجرية متسعة ترتفع عن الأرض بنحو المتر، ويؤدي إلى سطحها درجان في واجهتها الشرقية. وكانت تعلوها مظلتان تضم إحداهما عرش الصعيد وتضم الأخرى عرش الدلتا. وكان الفرعون يتجه في بعض مراسيم الحفل من عرشه إلى المقاصير واحدة فوحدة ويقدم في كل منها دعاء أو قربانًا يناسب إلهها، وربما اصطحب معه في كل مرة شارة تتفق مع رموز بها. ولم يتبق من مقاصير العيد غير أطلال تنم على الرغم من قلتها عن مهارة صانعيها وعن فخامة مظهرها القديم. وكانت تتصدر واجهاتها أساطين محدبة المقطع تحليها في أعلاها دلايات مشكلة في الحجر على هيئة أوراق الشجر. وتبقت فيا ثقوب كانت تثبت فيها قوائم خشبية تحمل رموز أرباب مقاصيرها. ولما كان العيد عيد الفرعون قبل كل شيء، أقيم له تمثالان كبيران على منصتين مرتفعتين في مقدمة المقاصير، وربما أن له كذلك تمثال صغير في كل مقصورة مع تمثال ربها تدليلًا على اتصال الروابط بينهما. وتبقت أجزاء متناثرة من تماثيل أخرى كان بعضها يمثل الفرعون بحجم ضخم يفوق حجمه الطبيعي بكثير، واستند بعضها إلى صفات مبينة في فناء العيد وشارك في حمل سقفها، واستند بعض آخر إلى أساطينها واعتمد عليها. ثم مثل الفرعون مع زوجته وابنتيه في مجموعة أسرية مترابطة لم يتبق من تماثيلها غير أربعة أزواج من الأقدام في المقصورة الأخيرة الغربية لفناء العيد. وجاور مباني العيد بناء صغير رشيق ذهب الاحتمال على أنه كان مخصصًا للفرعون ليستبدل فيه ملابسه وشاراته خلال أداء الطقوس وكانت للعيد مرحلة أخيرة تجري في ساحة جنوبي الهرم حددت بنصب حجرية كبيرة، ولسنا ندري تفاصيل ما كان يتم فيها، ولكن ليس من المستبعد أنها ارتبطت بصورة ما بما سمي باسم عيد الطواف وجرى الفحل.
وتعامد معبد الشعائر على واجهة الهرم الشمالية، وكان ضخمًا كثير الحجرات قلد بناؤه به هيئة قصر الفرعون في دنياه. قامت لدى مدخله حجرة مغلقة سميت اصطلاحًا باسم السرداب، واتخذت جوانبها نفس الميل الانسيابي الذي اتخذته جوانب قاعدة الهرم لتنسجم خطوطها مع خطوطه. وتضمنت في داخلها التمثال الكامل الوحيد الباقي للفرعون زوسر، وتقدمها جناحان حجريان قلدا هيئة باب مفتوح بدلفتين يستقبل ناحية الشمال، وهي نفس الناحية التي استقبلها التمثال الموجود فيها بوجهه، ونفس الناحية التي قام فيها معبد الشعائر وانفتح عليها باب الهرم. وربط أحد الآراء بين هذه المظاهر كلها وبين عقيدة مصرية آمن أصحابها بأن أرواح ملوكهم وأرواح أبرارهم تستقر في الناحية الشمالية من السماء بين النجوم الخالدة، وخرج من هذا الربط بأن تمثال الملك في سردابه لم يكن أكثر من هادٍ لروح صاحبه عندما تهبط من شمال السماء فتستهدي به ثم تتجه على معبد الشعائر لتنعم بالقرابين والدعوات المقدمة فيه نعيمًا يناسبه ويناسب العالم غير المنظور الذي تعيش فيه، وتقصد بعد ذلك حجرة دفن صاحبها. ويختلف هذا الغرض الذي خدمه تمثال زوسر عن أغراض أخرى خدمتها التماثيل في عهود تالية لعهده، حين اعتبرها أصحابها مقرًا للروح تتلبسها إذا شاءت وحين تفنى الجثة، واعتادوا على تقديم القرابين أمامها باسم صاحبها، وليس من المستبعد أيضًا تفسير اتجاه المداخل ناحية الشمال بتقليد البنائين لما جروا عليه من تفضيل الواجهة الشمالية للبيوت الدنيوية.
هذه مجرد صورة عامة لمجموعة زوسر في سقارة، يفهم منها أنها لم تكن مجرد جبانة، وإنما كانت