للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعاد الرسول من مصر إلى لبنان في الشهر الأول من الفصل الثاني، وقد أرسل معه نس بانب جدة وتانت آمون من الذهب أربع أوانٍ وصحفة، ومن الفضة خمس أوانٍ، وعشرة كساوي من كتان بيسوس الملكي، وعشر غلالات من كتان الصعيد الرقيق الجيد، و٥٠٠ حصيرة فاخرة، و٥٠٠ جلد "أو مؤخرة ثور"، و٥٠٠ حبل "أو لفافة بردي"، و٢٠ غرارة عدس، و٣٠ سلة سمك، كما أرسلت تانت آمون لونآمون شخصيًّا خمس كساوي وخمس غلالات من نسيج الصعيد الرقيق الجيد، وغرارة عدس، وخمس سلال سمك. "ويبدو أن السمك هنا كان من السمك المجفف أو المملح الذي اشتهرت مصر به إلى جانب العدس والفول والكتان والبردي والمصنوعات المعدنية الفاخرة".

وقر الأمير عينًا وخصص ٣٠٠ رجل و٣٠٠ ثور وعين عليهم رؤساء لإسقاط الأشجار من الغابات فقضوا فصل الشتاء هناك، وعندما جفت الأخشاب نقلوها في الشهر الثالث للصيف إلى شاطئ البحر. واحتفى الأمير بهذه المناسبة ودعا ونآمون، ولكن ظلت للمشاكل التي واجهته بقية. فحين جاور الأمير غطاه ظل مظلته التي شكلت على هيئة زهرة اللوتس المصرية، فغار منه ساقي الأمير، وكان للأسف ذا اسم مصري وهو بن آمون، ولعله كان لبنانيًّا ولد في مصر أو من أب مصري، فنحاه وسخر منه قائلًا ها قد سقط عليك ظل مولاك الفرعون. فأظهر الأمير استياءه وقال له دعه لحاله، وإن ظل يضمر نية المضايقة لونآمون حيث قال له: ها قد رأيت أن المهمة التي أداها أبي من قبل أديتها، ولو أنك لم تؤدِ لي ما أداه آباؤك لآبائي، وقد وصلتك آخر أخشابك ووسقت، فافعل ما آمرك به واشحنها ولا تذهب مراعيًا فقط انقلاب البحر فإنك إذا راعيته وحده فسوف تواجه غضبي، والواقع أني لم اتخذ معك ما وقع لرسل خعمواسة حينما قضوا ١٧ سنة في هذه البلاد وماتوا فيها. ثم قال لساقيه خذه يرى قبرهم الذي يرقدون فيه.

وأجفل ونآمون قائلًا: لا تدعني أراه، وأما عن خعمواسة "ورجاله" فإنهم بشر أولئك الذين أرسلهم إليك، وهو نفس بشر، وليس أمامك الآن واحد منهم لتقول له اذهب لترى رفقاءك. "ويرى ألن جاردنر أن خعمواسة هو رمسيس الحادي عشر ولعله أرسل رسله هؤلاء في بداية حكمه، وسواء ذكره أمير جبيل باسم خعمواسة فعلًا دون لقب الملك، أم أن ونآمون تعمد أن يذكره به لعدم ولائه له، فإن كلا الأمرين يعني ضعف نفوذه وسمعته كملك كما يعني الاعتقاد ببشرية الفرعون على الرغم مما ادعته النصوص التقليدية له من ألفاظ التقديس والألوهية".

واسترسل ونآمون قائلًا: "ومن حقك أن تسعد إذا وجد لك نصب تقول عليه: أرسل إلى آمون رع ملك الآلهة "آمون على الطريق" رسوله "له الحياة والعافية والسعادة" وونآمون رسوله البشري، من أجل أخشاب مركب آمون رع ملك الآلهة؛ الفخيمة المعظمة، فنفذت ذلك وأرسلتها إليه بسفني وبحارتي وجعلتهم يصلون إلى مصر ليسألوا لي ٥٠ عامًا من آمون فوق نصيبي "من الحياة"، وقد يسعدك الحظ يومًا فيأتي رسول من أرض مصر يعرف كتابتك ويقرأ اسمك على النصب "فيدعو لك بدعائنا" ولسوف تتلقى

<<  <   >  >>