الفيلسوف الرئيس، صاحب التصانيف في الطب والمنطق والطبيعيات الإلاهيات.
أصله من بلخ، ومولده في إحدى قرى بخارى، نشأ وتعلم في بخارى، وطاف البلاد، وناظر العلماء، واتسعت شهرته، وتقلد الوزارة في همذان، وثار عليه عسكرها ونهبوا بيته، فتوارى.
ثم صار إلى أصفهان، وصنف بها أكثر كتبه. وعاد في أواخر أيامه إلى همذان، فمرض في الطريق، ومات بها.
قال ابن قيم الجوزية:(وكان ابن سينا - كما أخبر عن نفسه - هو وأبوه، من أهل دعوة الحاكم، من القرامطة الباطنيين) ، وقال ابن تيمية (تكلم ابن سينا في أشياء من الإلهيات، والنبويات، والمعاد، والشرائع، لم يتكلم بها سلفه، ولا وصلت إليها عقولهم، ولا بلغتها علومهم؛ فإنه استفادها من المسلمين، وإن كان إنما يأخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى الإسلام كالإسماعيلية؛ وكان أهل بيته من أهل دعوتهم من أتباع الحاكم العبيدي الذي كان هو وأهل بيته معروفين عند المسلمين بالإلحاد) صنَّف نحو مائة كتاب، بين مطول ومختصر، ونظم الشعر الفلسفي الجيد، ودرس اللغة مدة طويلة حتى بارى كبار المنشئين.
أشهر كتبه (القانون - ط) كبير في الطب، يسميه علماء الفرنج (Canonmedicina) بقي معولاً عليه في علم الطب وعلمه ستة قرون، وكانوا يتعلمونه في مدارسهم، وطبعوه بالعربية في رومة وهم يسمون ابن سينا Avicenne وله عندهم مكانة رفيعة، ومن تصانيفه (المعاد-خ) رسالة في الحكمة، و (الشفاء-ط) في الحكمة أربعة أجزاء، و (أسرار الحكمة المشرقية - ط) ثلاث مجلدات، وأرجوزة في (المنطق-ط) ورسالة (حي بن يقظان -ط) وهي غير رسالة ابن الطفيل المسماة بهذا الاسم، و (أسباب حدوث الحروف - ط) رسالة، و (الإشارات - ط) ، و (الطير في الفلسفة) ، و (أسرار الصلاة - ط) في ماهية الصلاة وأحكامها الظاهرة وأسرارها الباطنية إلخ، و (لسان العرب) عشر مجلدات في اللغة.