أشهر فتاك العرب في الجاهلية، نشأ يتيماً قُتل أبوه وهو طفل، وشب وفي نفسه أشياء من قاتل أبيه وآلت إليه سيادة غطفان بعد مقتل زهير بن جذيمة، ووفد على النعمان بن المنذر ملك الحيرة فالتقى بقاتل أبيه جعفر بن خالد (سيد بني عامر) فتنازعا بين يدي النعمان، فلما كان الليل أقبل الحارث على خالد وهو في مبيته فقتله.
وعلمت بذلك بنو عامر فجدت في طلب الحارث، فعاد إلى عشيرته من غطفان، فهابوا شرّ بني عامر فلم يحموه، فانصرف إلى حاجب بن زرارة التميمي فحماه مدة ثم تجهم له، فلحق بعروض اليمامة. وبلغه أن النعمان بعث إلى جارات له فسباهن، فأتى حاضنة ابن النعمان فأخذه منها وقتله. فطلبه النعمان، فلجأ إلى بني شيبان فآووه قليلاً. ورحل فلحق بطئ ثم رحل عنها فجاور بني دارم فحموه فغزاهم الأحوص (أخو خالد بن جعفر العامري) فهزمهم وانطلق الحارث فجعل يطوف في البلاد حتى أتى الشام، فقتل في حوران.