بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ، وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةَ كَذَا وَكَذَا، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَفَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْشِ، وَاللَّهُ تَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ» ، نُؤْمِنُ بِذَلِكَ وَنَتَلَقَّاهُ بِالْقَبُولِ مِنْ غَيْرِ رَدٍّ وَلَا تَعْطِيلٍ وَلَا تَشْبِيهٍ وَلَا تَأْوِيلٍ وَلَا نَتَعَرَّضُ لَهُ بِكَيْفٍ. وَلَمَّا سُئِلَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] كَيْفَ اسْتَوَى؟ فَقَالَ: الِاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ، وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ، ثُمَّ أُمِرَ بِالرَّجُلِ فَأُخْرِجَ.
[قَوْلُ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ أَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ الْإِسْفَرَايِينِيِّ]
(قَوْلُ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ) : - بَلْ هُوَ الشَّافِعِيُّ الثَّانِي - أَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ الْإِسْفَرَايِينِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى كَانَ مِنْ كِبَارِ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ الْمُثْبِتِينَ لِلصِّفَاتِ قَالَ: مَذْهَبِي وَمَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَجَمِيعِ عُلَمَاءِ الْأَمْصَارِ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ وَأَنَّ جِبْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (وَحَمَلَهُ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَسَمِعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِبْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَسَمِعَهُ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّ كُلَّ حَرْفٍ مِنْهُ كَالْبَاءِ وَالتَّاءِ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، ذَكَرَهُ فِي كِتَابِهِ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ ذَكَرَهُ عَنْهُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي كِتَابٍ فِي الْأَجْوِبَةِ الْمِصْرِيَّةِ، قَالَ شَيْخُنَا رَحِمَهُ اللَّهُ: وَكَانَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ يُصَرِّحُ بِمُخَالَفَةِ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ بْنِ الطَّيِّبِ فِي مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute