للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فَصْلٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَأَصْحَابِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

قَالَ الْخَلَّالُ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى (قَالَ) : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قِيلَ لِأَبِي: رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَقُدْرَتُهُ وَعَلْمُهُ بِكُلِّ مَكَانٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، لَا يَخْلُو شَيْءٌ مِنْ عِلْمِهِ. قَالَ الْخَلَّالُ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَيْمُونِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ عَمَّنْ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ فَقَالَ: كَلَامُهُمْ كُلُّهُ يَدُورُ عَلَى الْكُفْرِ، وَرَوَى أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرِيُّ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ لَهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَنْبَلٍ قَالَ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: ٧] وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد: ٤] قَالَ: عِلْمُهُ مُحِيطٌ بِالْكُلِّ وَرَبُّنَا عَلَى الْعَرْشِ بِلَا حَدٍّ وَلَا صِفَةٍ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا وَتَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: ٧] قَالَ: يَأْخُذُونَ بِآخِرِ الْآيَةِ وَيَدَعُونَ أَوَّلَهَا، هَلَّا قَرَأْتَ عَلَيْهِ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} [المجادلة: ٧] فَعِلْمُهُ

<<  <   >  >>