سَمِيعٌ بَصِيرٌ لَا نَشُكُّ مُدَبِّرٌ
وَمِنْ دُونِهِ عَبْدٌ ذَلِيلٌ مُدَبَّرُ ... يَدَا رَبِّنَا مَبْسُوطَتَانِ كِلَاهُمَا
تَسُحَّانِ وَالْأَيْدِي مِنَ الْخَلْقِ تَقْتُرُ
وَسَاقَ الْقَصِيدَةَ وَهِيَ مِنْ أَحْسَنِ الْقَصَائِدِ لَمْ يُنْكِرْهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ، بَلْ أَثْنَوْا عَلَى نَاظِمِهَا وَمَدَحُوهُ.
[قَوْلُ حَسَّانَ السُّنَّةِ فِي وَقْتِهِ يَحْيَى بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْصُورٍ الصَّرْصَرِيِّ الْأَنْصَارِيِّ]
(قَوْلُ حَسَّانَ السُّنَّةِ فِي وَقْتِهِ) الْمُتَّفَقِ عَلَى قَبُولِهِ، الَّذِي سَارَ شِعْرُهُ مَسِيرَةَ الشَّمْسِ فِي الْآفَاقِ، وَاتَّفَقَ عَلَى قَبُولِهِ الْخَاصُّ وَالْعَامُّ أَيَّ اتِّفَاقٍ، وَلَمْ يَزَلْ يُنْشَدُ فِي الْجَوَامِعِ الْعِظَامِ وَلَا يُنْكِرُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ يَحْيَى بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْصُورٍ الصَّرْصَرِيِّ الْأَنْصَارِيِّ الْإِمَامِ فِي اللُّغَةِ وَالْفِقَهِ وَالسُّنَّةِ وَالزُّهْدِ وَالتَّصَوُّفِ قَالَ فِي قَصِيدَتِهِ الْعَيْنِيَّةِ الَّتِي أَوُّلَهَا شِعْرًا:
تَوَاضَعْ لِرَبِّ الْعَرْشِ عَلَّكَ تُرْفَعُ ... فَقَدْ فَازَ عَبْدٌ لِلْمُهَيْمِنِ يَخْضَعُ
وَدَاوِ بِذِكْرِ اللَّهِ قَلْبَكَ إِنَّهُ ... لَأَعْلَى دَوَاءٍ لِلْقُلُوبِ وَأَنْفَعُ
وَخُذْ مِنْ تُقَى الرَّحْمَنِ أَمْنًا ... وَعُدَّةً لِيَوْمٍ بِهِ غَيْرُ التَّقِيِّ مُرَوَّعُ
إِلَى أَنْ قَالَ:
سَمِيعٌ بَصِيرٌ مَا لَهُ فِي صِفَاتِهِ ... شَبِيهٌ يَرَى مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ وَيَسْمَعُ
قَضَى خَلْقَهُ ثُمَّ اسْتَوَى فَوْقَ عَرْشِهِ ... وَمِنْ عِلْمِهِ لَمْ يَخْلُ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute