أُفَرِّقُ مِنْهُ حِينَ أَنْظُرُ نَحْوَهُمْ ... مَقَاتِلَ تُصْمِي مِنْهُمُ كُلَّ مَقْتَلِ
هُمُ انْحَرَفُوا عَنْ مَنْهَجِ الْحَقِّ سَالِكِي ... مَهَالِكَ مِنْ تَحْرِيفِهِمْ وَالتَّأَوُّلِ
لَقَدْ بَرِئَ الْحَبْرُ ابْنُ إِدْرِيسَ مِنْهُمُ ... بَرَاءَةَ مُوسَى مَنْ يَهُودٍ مُحَوَّلِ
وَتُعْقَدُ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ يَمِينُ مَنْ ... غَدَا حَالِفًا بِالْمُصْحَفِ الْمُتَقَبَّلِ
وَهَذَا دَلِيلٌ مِنْهُ إِذْ كَانَ لَا يَرَى ... انْعِقَادًا لِمَخْلُوقٍ بِخَلْقٍ مُؤَتَّلِ
وَمَذْهَبُهُ فِي الِاسْتِوَاءِ كَمَالِكٍ ... وَكَالسَّلَفِ الْأَبْرَارِ أَهْلِ التَّفَضُّلِ
وَقُلْ مُسْتَوٍ بِالذَّاتِ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ ... وَلَا تَقُلِ اسْتَوْلَى فَمَنْ قَالَ يُبْطِلِ
فَذَاكَ الَّذِي ضِدٌّ يُقَابِلُ قَسْوَةً ... لِذِي خَطَلٍ رَاوٍ لِغَثٍّ وَأَخْطَلِ
وَقَدْ بَانَ مِنْهُ خَلْقُهُ وَهْوَ بَائِنٌ ... مِنَ الْخَلْقِ مَحْضٌ لِلْخَفِيِّ وَلِلْجَلِي
وَأَقْرَبُ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ مُفَسَّرًا ... وَمَا كَانَ فِي مَعْنَاهُ بِالْعِلْمِ فَاعْقِلِ
عَلَا فِي السَّمَاءِ اللَّهُ فَوْقَ عِبَادِهِ ... دَلِيلُكَ فِي الْقُرْآنِ غَيْرُ مُقَلَّلِ
وَإِثْبَاتُ إِيمَانِ الْجُوَيْرِيَةِ اتَّخِذْ ... دَلِيلًا عَلَيْهِ مُسْنَدٌ غَيْرُ مُرْسَلِ
وَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي قَصِيدَتِهِ اللَّامِيَّةِ يَهْجُو ابْنَ خَنْفَرٍ الْجَهْمِيَّ الْخَبِيثَ، أَوَّلُهَا:
أَطِعِ الْهُدَى لَا مَا يَقُولُ الْعُذَّلُ ... فَالْحُبُّ ذُو مُرٍّ يَجُورُ وَيَعْدِلُ