{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ. .} [آل عمران: ٦٥] الْآيَةَ. {وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ. .} [البقرة: ١٤٤] الْآيَةَ.
وَلِهَذَا قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَالْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ، أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ. .} [آل عمران: ١٩٩] الْآيَةَ، أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي النَّجَاشِيِّ زَادَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: وَأَصْحَابُهُ، وَذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اخْرُجُوا فَصَلُّوا عَلَى أَخٍ لَكُمْ فَصَلَّى بِنَا فَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ فَقَالَ: هَذَا النَّجَاشِيُّ أَصْحَمَةُ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا يُصَلِّي عَلَى عِلْجٍ نَصْرَانِيٍّ لَمْ يَرَهُ قَطُّ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ. . .} [آل عمران: ١٩٩] الْآيَةَ» . وَالْمَقْصُودُ أَنَّ الْأَقْسَامَ الْأَرْبَعَةَ قَدْ ذَكَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ، وَبَيَّنَ أَحْكَامَهَا فِي الدُّنْيَا وَأَحْكَامَهَا فِي الْآخِرَةِ، وَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ أَحَدَ الْأَقْسَامِ مَنْ آمَنَ ظَاهِرًا وَكَفَرَ بَاطِنًا، وَأَنَّهُمْ نَوْعَانِ: رُؤَسَاؤُهُمْ وَسَادَاتُهُمْ، وَأَتْبَاعُهُمْ وَمُقَلِّدُوهُمْ، وَعَلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute