للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَأَسْبَابُ التَّحَلُّلِ ثَلَاثَةٌ:

الرَّمْيُ، وَالْحَلْقُ، وَالطَّوَافُ الَّذِي هُوَ رُكْنٌ، وَمَهْمَا أَتَى بِاثْنَيْنِ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ فَقَدْ تَحَلَّلَ أَحَدُ التَّحَلُّلَيْنِ. وَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ فِي التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ بِهَذِهِ الثَّلَاثَةِ مَعَ الذَّبْحِ. وَلَكِنَّ الْأَحْسَنَ أَنْ يَرْمِيَ ثُمَّ يَذْبَحَ ثُمَّ يَحْلِقَ ثُمَّ يَطُوفَ.

ثُمَّ إِذَا فَرَغَ مِنَ الطَّوَافِ عَادَ إِلَى مِنًى لِلْمَبِيتِ وَالرَّمْيِ، فَيَبِيتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بِمِنًى، فَإِذَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ الثَّانِيَ مِنَ الْعِيدِ وَزَالَتِ الشَّمْسُ اغْتَسَلَ لِلرَّمْيِ وَقَصَدَ الْجَمْرَةَ الْأُولَى وَرَمَى إِلَيْهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، فَإِذَا تَعَدَّاهَا وَقَفَ مُسْتَقْبِلًا الْقِبْلَةَ وَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَهَلَّلَ وَكَبَّرَ وَدَعَا مَعَ حُضُورِ الْقَلْبِ وَخُشُوعِ الْجَوَارِحِ.

ثُمَّ يَتَقَدَّمُ إِلَى الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى وَيَرْمِي كَمَا رَمَى الْأُولَى وَيَقِفُ كَمَا وَقَفَ لِلْأُولَى.

ثُمَّ يَتَقَدَّمُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ وَيَرْمِي سَبْعًا.

وَيَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِهِ وَيَبِيتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بِمِنًى وَيُصْبِحُ فَإِذَا صَلَّى الظُّهْرَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ رَمَى فِي هَذَا الْيَوْمِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ حَصَاةً كَالْيَوْمِ الَّذِي قَبْلَهُ.

ثُمَّ هُوَ مُخَيَّرٌ بَيْنَ الْمُقَامِ بِمِنًى وَبَيْنَ الْعَوْدَةِ إِلَى مَكَّةَ.

فَإِنْ خَرَجَ مِنْ مِنًى قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ وَإِنْ صَبَرَ إِلَى اللَّيْلِ فَلَا يَجُوزُ لَهُ الْخُرُوجُ بَلْ لَزِمَهُ الْمَبِيتُ حَتَّى يَرْمِيَ يَوْمَ النَّحْرِ الثَّانِي وَاحِدًا وَعِشْرِينَ حَجَرًا كَمَا سَبَقَ.

وَفِي تَرْكِ الْمَبِيتِ وَالرَّمْيِ إِرَاقَةُ دَمٍ.

وَلَهُ أَنْ يَزُورَ الْبَيْتَ فِي لَيَالِي مِنًى بِشَرْطِ أَنْ لَا يَبِيتَ إِلَّا بِمِنًى.

وَلَا يَتْرُكَنَّ حُضُورَ الْفَرَائِضِ مَعَ الْإِمَامِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَإِنَّ فَضْلَهُ عَظِيمٌ.

الْجُمْلَةُ الثَّامِنَةُ فِي صِفَةِ الْعُمْرَةِ وَمَا بَعْدَهَا إِلَى طَوَافِ الْوَدَاعِ:

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْتَمِرَ قَبْلَ حَجِّهِ أَوْ بَعْدَهُ فَلْيَغْتَسِلْ وَيَلْبَسْ ثِيَابَ الْإِحْرَامِ كَمَا سَبَقَ فِي الْحَجِّ وَيُحْرِمْ بِالْعُمْرَةِ مِنْ مِيقَاتِهَا، وَيَنْوِي الْعُمْرَةَ وَيُلَبِّي وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ يُلَبِّي حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ تَرَكَ التَّلْبِيَةَ وَطَافَ سَبْعًا وَسَعَى سَبْعًا كَمَا وَصَفْنَا، فَإِذَا فَرَغَ حَلَقَ رَأْسَهُ وَقَدْ تَمَّتْ عُمْرَتُهُ.

وَالْمُقِيمُ بِمَكَّةَ يَنْبَغِي أَنْ يُكْثِرَ الِاعْتِمَارَ وَالطَّوَافَ.

وَلْيُكْثِرْ شُرْبَ مَاءِ زَمْزَمَ وَلْيَرْتَوِ حَتَّى يَتَضَلَّعَ.

الْجُمْلَةُ التَّاسِعَةُ فِي طَوَافِ الْوَدَاعِ:

مَهْمَا عَنَّ لَهُ الرُّجُوعُ إِلَى الْوَطَنِ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ إِتْمَامِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَلْيُنْجِزْ أَوَّلًا أَشْغَالَهُ وَلْيَشُدَّ رِحَالَهُ وَلْيَجْعَلْ آخِرَ أَشْغَالِهِ وَدَاعَ الْبَيْتِ ; وَوَدَاعُهُ بِأَنْ يَطُوفَ بِهِ سَبْعًا كَمَا سَبَقَ وَلَكِنْ مِنْ غَيْرِ رَمَلٍ وَاضْطِبَاعٍ.

فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ الْمَقَامِ وَشَرِبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ يَأْتِي الْمُلْتَزَمَ وَيَدْعُو وَيَتَضَرَّعُ قَائِلًا: «اللَّهُمَّ أَصْحِبْنِي الْعَافِيَةَ فِي بَدَنِي وَالْعِصْمَةَ فِي دِينِي، وَأَحْسِنْ مُنْقَلَبِي، وَارْزُقْنِي طَاعَتَكَ أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي، وَاجْمَعْ لِي خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» .

الْجُمْلَةُ الْعَاشِرَةُ فِي زِيَارَةِ الْمَدِينَةِ وَآدَابِهَا:

مَنْ قَصَدَ زِيَارَةَ الْمَدِينَةِ فَلْيُصَلِّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقِهِ كَثِيرًا، وَلْيَغْتَسِلْ قَبْلَ الدُّخُولِ، وَلْيَتَطَيَّبْ وَلْيَلْبَسْ أَنْظَفَ ثِيَابِهِ، فَإِذَا دَخَلَهَا فَلْيَدْخُلْهَا مُتَوَاضِعًا مُعَظِّمًا وَيَقْصِدُ الْمَسْجِدَ

<<  <   >  >>