بالكناية، وهو أسلوب بلاغي، من أبلغ الصور الأدبية في الإمتاع والتأثير والإقناع، ومنها: التنوع في التقسيم الموسيقي الذي أداره الخيال، مما يضفي على الأسلوب الإيقاع الرتيب، والنسق الموسيقي المتتابع، مما يثير النفس ويمتعها، ويقنعها عن طريق المنافذ الأخرى، من العاطفة والوجدان والحواس المختلفة، وهو ما يفيده أيضًا التوازن الإيقاعي بين أسلوب الشرط، وأسلوب الجزاء، فتتفتح له منافذ الإدراك المختلفة، ليستقر الحكم في النفس، ويكون القرار الفصل الذي لا مرد فيه، وهو أن من أعرض عن شريعة الإسلام السمحة، بلا تشدد، أو تنطع فليس من المؤمنين، لأنه خرج عن طاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم، ومنها: الصورة الأدبية في الكناية البليغة، التي تعبر عن سماحة الإسلام في تشريعه التي يطيقها القوي والضعيف، ويسر تعاليمها لكي يقوى المسلم على طاعة إلى الأبد، فخير الأعمال القليل الدائم، وذلك في قوله -صلى الله عليه وسلم:"لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء"، فليس المراد تلك المزاوجة فحسب، ولكن المراد سماحة الإسلام ويسره، لما ورد في الحديث الشريف "إن لربك عليك حقًا وإن لنفسك عليك حقًا وإن لأهلك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه".
القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:
١- تتبع أحوال أهل الكمال للسير على مناهجهم وطريقهم.
٢- يجوز استكشاف هذه الأحوال من النساء إذا تعذرت عند الرجال.
٣- من عزم على فعل الخير، وأراد إظهاره، فلا حرج من إعلانه دفعًا للرياء.
٤- قد يتحول المباح والجائز بالنية إلى الكراهة.
٥- الدين يتلاءم مع طبيعة البشر لأن الدين يسر لا عسر.
٦- إزالة الشبهات عن المجتهدين، وإثبات الأحكام المحكمة والحكيمة.